![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() "إنهم أمة عديمة الرأي ولا بصيرة فيهم. لو عقلوا لفطنوا بهذه وتأملوا آخرتهم" [28-29]. يليق بهم أن يتفطنوا لما يحدث معهم ويروا ما حل بهم من خراب، لا بسبب قوة العدو وحنكته العسكرية، وإنما بسبب رفض الشعب لله صخرته التي يحتمي فيها. يدعو شعبه [أمة عديمة الرأي وبلا بصيرة]، فإنها إذ تركت الله فقدت الحكمة وأُصيبت بالعمى، ولم تدرك حقيقة الأمر. بالمنطق البشري: "كيف يطرد واحد ألفًا، ويهزم اثنان ربوة؟" [30]. لا يمكن أن يتم ذلك "لولا أن صخرهم باعهم والرب سلمهم" [30]. ليس من مبررٍ آخر لدمارهم بهذه الصورة غير الطبيعية سوى تركهم لله حاميهم والمدافع عنهم، فسلمهم مؤقتًا للأعداء. * أمين هو ذاك الذي يقدر بأن ألفًا يطاردهم واحد، وعشرة آلاف يهربون أمام اثنين، لأن النصرة في المعركة لا تتحقق بالعدد بل بالبر. القديس غريغوريوس أسقف نيصص يقارن بين الله الصخرة الحقيقية القادرة على حماية الشعب، وبين الآلهة الوثنية التي يحتمي فيها الأمم (ربما يقصد هنا الرومان) كصخور لهم، فيقول: "ليس كصخرنا صخرهم، ولو كان أعداؤنا القضاة" [31]. فإن الوثنيين أنفسهم إن أقاموا أنفسهم قضاة لحكموا بأن الله إله إسرائيل الذي لا يُقارن بصخرة الآلهة الوثنية.إن كان قد سمح الله للوثنيين بالنصرة لتأديب شعبه، ذلك لأنهم صاروا أشرارًا؛ "لأن من جفنة سدوم جفنتهم، ومن كروم عمورة عنبهم عنب سم، ولهم عناقيد مرارة. خمرهم حمة الثعابين وسم الأصلال القاتل" [32-33]. صارت حياتهم حياة سدوم، وأعمالهم كأعمال عمورة، تحولوا إلى شعب يحمل في داخله السم القاتل. يرى البعض أن الكروم هنا تشير إلى تعاليمهم التي نقلوها عن الوثنيين فصارت لهما سمًا قاتلًا. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الويل للمتوانين فإن آخرتهم قد اقتربت |
الذين لم يهتموا بما ينفع آخرتهم |
( مز 73: 16 ، 17) وانتبهت إلى آخرتهم |
كلما تعمقنا في صلاتنا وتأملنا |
انظروا إلى الأجيال القديمة وتأملوا |