رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
+ موسوعة كاملة عن شهيدات وقديسات بحرف " ج " + ††††††††††††† +++ بسم الثالوث القدوس +++ ++ الممجد الى نهاية الدهر ++ + أمين + فى هذا الموضوع موسوعة كاملة نادرة جدا للغاية عن كل او معظم شهداء الكنيسة الابرار وقديسيها وابائها الاطهار .. مرتبة ابجديا حصلت عليها عبر سنوات بصعوبة وكنت ازيد منها كل فترة ومحفوظة لدى على ملفات ورد سوف انقل منها كل يوم بقدر الممكن مشاركات هنا لكم .. انهم بشر احبوا الرب من كل قلوبهم .. عاشوا له .. سفكت دمائهم على اسمة .. كرسوا كل حياتهم لخدمة الرب .. الرب لم يبخل عنهم بشئ .. كان معهم .. منح اسمائهم الخلود .. تصنع المعجزات على اسمائهم وشفاعتهم .. تسمى الاطفال على اسمائهم .. نالوا اكليل الزيتون فى الابدية بجوار الرب .. انهم بشر .. كان منهم من هو وثنى ومن هو خاطئ .. لكن العبرة ليست بالبداية بل بالنهاية .. وكانت نهايتهم ربح الابدية .. بركتهم وشفاعتهم تكون معنا ومع كل المسيحيين .. أمين .. القديسة جاّلا هي زوجة يوكيريوس Eucherius أسقف ليون Lyon (434 - 450). ذلك أن يوكيريوس اشتاق وأحب حياة التدين، فحبس نفسه في مغارة على ضفاف نهر ديورانس Durance حيث كان يقضي وقته في الصلاة. اختير لكرسي أسقفية ليون وأُخِذ بالقوة لرسامته، فسكنت زوجته جالاّ في مغارته، وكانت بنتاها توليا وكونسورتيا Tullia and Consortia ترعيانها كما كانت هي ترعى يوكيريوس. |
29 - 11 - 2012, 05:23 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
جايانا و رهيبسيمى والعذارى الشهيدات كانت رهيبسيمي عذراء من أصل شريف تعيش مع مجموعة من العذارى المكرسات تحت رئاسة جايانا في مدينة روما. وإذ عزم الإمبراطور دقلديانوس على الزواج، أرسل أحد رسّاميه إلى أنحاء روما ليرسم له البنات اللائى يتوسم أنهن مناسبات لهذا الشرف. استطاع هذا الرسام التسلل إلى منزل جايانا ورسم صور لبعض العذارى. وحين عاين الإمبراطور الصور وقع اختياره على رهيبسيمي لتكون له زوجة. وحين أُخبرت بأنها اختيرت لهذا الشرف رفضت هذا الاختيار. حين علم الملك برفضها طلبه أمر بإحضارها بالقوة، وحين مثلت أمامه اندهش من شدة جمالها وحاول ملاطفتها، فصدته بعنف حتى وقع على الأرض من شدة دفعتها، فللحال أمر بسجنها. في المساء استطاعت الهروب والرجوع إلى صديقاتها. أرسل الإمبراطور دقلديانوس إلى الملك تيريداتس Tiridates يطلب إليه أن يقتل جايانا، إذ شعر أنها تسند رهيبسيمى على الرفض، وأن يعيد إليه رهيبسيمى، إلا إذا كان يريد أن يستبقيها لنفسه. فأرسل الملك مندوبيه للبحث عنها وإحضارها بكرامة إلى قصره، ولكنها رفضت طلبهم وصلَّت إلى الله لكي يتركوها، وفى تلك اللحظة هبت عاصفة رعدية شديدة حتى فزعت الخيل وتشتت الجنود. عزمت جايانا على الهروب من روما مع بقية العذارى عالمة بما تتوقع أن تناله من أذى نتيجة لهذا الرفض. فهربن إلى الإسكندرية ومنها عبرن الأراضي المقدسة إلى أرمينيا، حيث استقروا في العاصمة وكن يدبرن معيشتهن بأعمال الخياطة. أرسل الملك جنوده للبحث عنهن وأمرهم بقتلهن، فعذبوا رهيبسيمى بتقطيع أطرافها وبتعذيبها بالنار حتى استشهدت، وبقية العذارى - وكان عددهن حوالي 35 - عذبوا حتى الموت، وكانت تلك المذبحة في يوم 5 أكتوبر من عام 312م. بعدها بأسبوع نال الملك المتوحش عقابه، إذ أثناء صيده في الغابة تحول إلى صورة خنزير برى، ولم يشفه من حالته تلك سوى القديس غريغوريوس الأرمني الذي كان محبوسا في جب لمدة 15 سنة. وظهرت الشهيدات في رؤيا للقديس غريغوريوس بمدينة أشميازين Etshmiadzin ، وبُنيت حول الكنيسة الكبيرة هناك ثلاث كنائس في موضع استشهاد هؤلاء العذارى. |
||||
30 - 11 - 2012, 07:43 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
الشهيدة جريمونا العذراء كانت ابنة أحد الرؤساء الوثنيين في ايرلندا، ولما بلغت الثانية عشرة من عمرها تحولت إلى المسيحية ونذرت حياة البتولية. أراد والدها تزويجها ولما رفضت حبسها في محاولة للضغط عليها، إلا أنها هربت من حبسها وذهبت إلى فرنسا حيث عاشت متوحدة في إحدى الغابات، وكانت قمة فرحتها ونشوتها أن تتأمل جمال خليقة الله. بعد بحث طويل عثر رجال أبيها عليها، وخيَّروها بين العودة معهم للزواج أو القتل، فلما ظلت ثابتة على نذرها قطعوا رأسها بالسيف. وقد بُنِيت كنيسة فوق قبرها اشتهرت بكثرة معجزاتها، وحول هذه الكنيسة بُنيت بلدة فيما بعد. |
||||
30 - 11 - 2012, 07:48 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
الشهيدة جليسيريا العذراء قصة استشهاد عذراء مسيحية شجاعة. يُقال أنها ابنة أحد أعضاء مجلس الشيوخ الروماني، وكانت تعيش في تراثيا بتراجانوبوليس Trajanopolis. إذ جاهرت بإيمانها المسيحي في حضور الوالي سابينوس Sabinus ، قُبض عليها واُقتيدت إلى معبد الإله جوبيتر للتبخير فيه. لكن بدلاً من التبخير دفعت التمثال بشدة فسقط على وجهه وتحطم. علقوها من شعرها وضربوها بعصي من حديد، فلم تؤذها، ثم وضعوها في السجن ومنعوا عنها الطعام وجاء ملاك يطعمها. بعد ذلك وضعوها في فرن مُحمى بالنار والرب أطفأه. وأخيرًا ألقوها للوحوش، لكنها استشهدت قبل أن تفترسها، وذلك حوالي سنة 177م. |
||||
30 - 11 - 2012, 07:48 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
القديسة جنفياف بتوليتها القديسة جنفياف مثال البتولية، وحامية فرنسا. في عام 429م في طريقه إلى بريطانيا لمقاومة بدعة بيلاجيوس ، تقابل القديس جرمانوس Germanus of Auxerre في قرية ننتير Nanterre بالقرب من باريس مع فتاة صغيرة تبلغ حوالي السادسة من عمرها، تدعى جنفياف، أخبرته أن شهوة قلبها أن تحيا بالكامل للَّه فقط، فشجعها القديس على ذلك. استدعى القديس جرمانيوس والديها وقال لهما إن السماء قد فرحت جدًا بميلاد بنتهما السعيدة، لأنها ستكون سببًا لخلاص الكثيرين. حين بلغت الخامسة عشرة من عمرها استلمت من أحد الأساقفة لباس العذارى المكرسات. في رعاية الغنم كان والدا القديسة جنفياف فقيرين، قبِلا الإيمان المسيحي وتركا عبادة الأوثان. طلب منها والدها أن ترعى غنمه، وكان عددهم قليلاً. وجدت جنفياف في رعاية الغنم فرصة رائعة لتقضي أغلب يومها وسط المراعي تمارس حياة الصلاة والعبادة لعريسها المحبوب يسوع المسيح. شعرت والدتها بأن جنفياف تقضي ساعات طويلة في العبادة، وعبثًا حاولت أن تثنيها عن ذلك. في يوم عيدٍ أرادت الأم أن تعاقب ابنتها على مبالغتها في العبادة، فأمرت جنفياف أن تمكث في المنزل ولا تذهب معها إلى الكنيسة. بدموعٍ غزيرةٍ طلبت جنفياف من الأم ألا تحرمها من التمتع بعيد عريسها السماوي. احتدمت الأم غضبًا، ولطمت ابنتها على وجهها وصممت ألا تمضي معها إلى الكنيسة. أُصيبت الأم بالعمى وبقيت تُعاني منه لمدة عامين. أخيرًا بروح منكسرة قدمت الأم لابنتها قليلاً من الماء، وطلبت منها أن تصلي عليه، ثم غسلت به عينيها فأبصرت للحال. توفى والداها فذهبت لتعيش مع أشبينتها في باريس، وكرست كل وقتها للصلاة وخدمة الآخرين، لكنها قوبلت بمعارضة وسخرية حتى بعد أن زارها القديس جرمانوس مرة أخرى. مرضها أُصيبت جنفياف بمرضٍ عضالٍ، حتى أوشكت أن تموت، إذ صارت في غيبوبة لمدة ثلاثة أيام. لكن الله وهبها رؤيا تعزيها، إذ رأت القديسين في مجدهم، والأشرار في عذاباتهم، وأن نفسها انطلقت كما إلى جبل الجلجثة ورأت السيد المسيح مصلوبًا. نُقشت هذه الرؤيا في أعماقها، وكانت سندًا لها في جهادها. مرة أخرى أصيبت بالبرص فتركها الجميع، لكن الله شفاها وصارت مرشدة للعذارى في باريس. معرفة أسرار الغير من أجل محبتها الشديدة لخلاص اخوتها وهبها الله عطية معرفة أسرار أفكار الناس وما يدور في أعماقهم، فكانت تحثهم على التوبة. سقطت فتاة نذرت البتولية في خطية الزنا، فالتقت بها القديسة ونصحتها بالتوبة. خجلت الفتاة إذ أدركت أن القديسة عرفت مكان الخطية وتاريخ السقوط والساعة… بناء كنيسة كشفت القديسة جنفياف لبعض الكهنة عن اشتياقها لبناء كنيسة باسم الشهيد ديونيسيوس، لكنهم رأوا استحالة ذلك لعدم وجود مواد للبناء. في الغد اكتشفوا وجود مواد بناء في غابةٍ قريبةٍ جدًا من باريس، فقاموا ببناء الكنيسة. وهب الله القديسة إمكانية إخراج الشياطين. وتمت على يديها عجائب كثيرة، وبسبب الغيرة اتهمها البعض بالخداع لكن القديس جرمانيوس دافع عنها. محاولة حرقها قيل أن الملك الوثني أتيلا بعد انتصاره على مملكة النمسا دخل بلاد فرنسا بنصف مليون جندي حتى اقترب من باريس. أراد الشعب في باريس أن يهرب إلى المدن القريبة الحصينة، لكن القديسة جنفياف أقنعت بعض النساء بأن الملك لن يمس باريس، وهن اقنعن أزواجهن. غير أن البعض ظنوا أنها ساحرة وتآمروا عليها لحرقها. أرسل القديس جرمانيوس من إيطاليا وكيله وهو كاهن تقي جاء إلى باريس ودافع عن القديسة، خاصة وأن نبوتها قد تحققت. شجاعتها ومحبتها للناس جاء ملك آخر اسمه مرواح، حاصر مدينة باريس، وحدثت مجاعة عظيمة حتى أن بعض الفقراء ماتوا في الشوارع. تألمت القديسة جدًا. قادت جنفياف قافلة عبر النهر لتُحضر الغذاء للسكان الذين يعانون من الجوع، عادت بأكثر من عشرة مراكب مشحونة قمحًا. ومن شدة حبها وعطفها على الناس طلبت بشجاعة مرتين من القادة الحربيين أن يطلقوا سراح أسرى الحرب، وفي المرتين نالت ما طلبته. مع سيلينيا التقت بها فتاة تُدعى سيلينيا، وكانت من الأشراف. إذ تحدثت معها عن الحياة البتولية وكيف يتشبه البتوليون والعذارى بالملائكة فسخت الفتاة خطبتها مع شاب غني جدًا. إذ سمع الشاب بذلك جاء في غضبٍ ليقتل الاثنتين، لكنهما هربتا إلى الكنيسة حيث انفتح لهما باب الكنيسة المُغلق، وأغلق فورًا بطريقة فائقة، وبهذا لم يلتقٍ بهما الشاب. نسكها كانت لا تأكل إلا في يومي الأحد والخميس، وكان طعامها هو خبز شعير وفول مسلوق، ولا تشرب إلا الماء، وكانت ترتدي المسوح، وترقد على الأرض بغير فراشٍ، وتقضي ساعات طويلة بالليل في الصلاة. كانت نياحتها حوالي سنة 500م. من المعجزات التي تروى عنها بعد نياحتها والتي تعكس شدة حبها وإشفاقها على الناس ما حدث سنة 1129 م حين ظهر وباء في فرنسا، فحمل الشعب جسدها وطافوا به في المدينة فانتهى الوباء في الحال. ومازالت الكنيسة هناك تعيّد بتذكار هذه المعجزة إلى الآن، وذلك في 3 يناير |
||||
30 - 11 - 2012, 07:53 PM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
القديسة جورجونيا أسرة جورجونيا شخصية جورجونيا رائعة، وأسرتها تمثل نموذجًا حيًا للأسرة المسيحية التي تحيا بالإيمان الحيّ العامل بالحب. فوالدها غريغوريوس الذي جذبته زوجته نونا Nonna، لا ليؤمن بالسيد المسيح فحسب، بل ويصير أسقفًا فيما بعد. امتدح القديس غريغوريوس النزينزي والده غريغوريوس ووالدته نونا قائلاً إنهما دُعيا إبراهيم زمانه وسارة زمانها، إذ تبررا مثل إبراهيم بالإيمان. بل يتجاسر فيقول أن والدته نالت كرامة أكثر من سارة. فمن كلمات القديس غريغوريوس في مديحه لوالديه: [هوذا الراعي الصالح هو ثمرة صلوات زوجته وإرشادها، وقد تعلم منها حياته الرعوية المثالية. بقوة هرب من عبادة الأوثان، وبعد ذلك صارت الشياطين تهرب منه… لقد صارا متساويين في التعقل والبهاء، غيورين يسندان بعضهما البعض، يطيران فوق الجميع... كان لهما جسدان، ولكن كأنه قد تحول الجسدان إلي روحٍ، حتى قبل انحلالهما.] أكمل القديس غريغوريوس مديحه لوالديه اللذين جحدا العالم تمامًا لكنهما كانا يملكان كل شيء ولا يعوزهما شيء. لقد رفضا الغني فصارا غنيين في الكرامة … أخيرًا قال: [أقول فقط كلمة واحدة عنهما، أنهما بحقٍ وعدلٍ قد عُين كل واحدٍ منهما لجنسه، عُين هو زينة للرجال، وهي زينة للنساء، ليس فقط زينة، بل ومثالاً للحياة الفاضلة.] هي الأخت الكبرى للقديس غريغوريوس النزينزي St. Gregory Nazianzen والقديس قيصاريوس St. Caesarius . وقد تزوجت وأنجبت ثلاثة أبناء، أنشأتهم نشأة مسيحية كما تربت هي نفسها. أحبت هذه القديسة الكنيسة خاصة تسابيحها وخدمتها والاهتمام باحتياجاتها، وعاشت في مخافة الله، سخية مع الفقراء. تعمدت في سن متقدمة هي وزوجها وأبناؤها وأحفادها. وعند نياحتها نحو سنة 372م رثاها شقيقها غريغوريوس معددًا فضائلها وثمارها الصالحة، وتعتبر هذه العظة مصدر معلوماتنا عن حياتها. مديح القديس غريغوريوس النزينزي للقديسة تطلع أخوها الأصغر منها القديس غريغوريوس النزينزي إليها كنموذجٍ حيٍّ للإنسان المسيحي، وقد تأثر بها جدًا، إذ كان مغرمًا بتقواها وورعها. وأخوها الآخر قيصريوس، غالبًا أكبر منها، كان طبيبًا تقيًا ونابغًا نال مركزًا مرموقًا في القصر بالقسطنطينية. سندت القديسة زوجها أليبوسAlypius بل وقادته في طريق الفضيلة والتقوى. أما ابناها فقد سيما أسقفين. حين وقف أخوها الأسقف غريغوريوس يرثيها في حضور أبيها الروحي فوستينوس أسقف أيقونية، وزوجها شعر بصعوبة بالغة إذ أدرك أن الكلمات تعجز عن أن تعلن عما بلغته. في مديحه لها قال إنه لم يستخدم الكلمات البراقة لأنها كانت في حياتها لا تتحلى بالزينة الخارجية، وكان تخليها عن الحلي هو جمالها. [موطن جورجونيا كان أورشليم العليا (عب22:12،23)… التي يقطنها المسيح، ويشاركه المجمع وكنيسة الأبكار المكتوبين في السماء…] [بالنسبة للحديث عن سمو فضائلها بين أناسٍ يعرفونها، فليساهم كل واحدٍ منهم فيه ويعينني، لأنه يستحيل علي شخصٍ واحدٍ أن يسد كل النقاط، مهما كانت قدراته علي الملاحظة والتعقل.] [إن كانت قد ارتبطت باتحادٍ جسديٍ، لكنها لم تنفصل عن الروح، ولا لأن رجلها كان رأسها تجاهلت رأسها الأول (السيد المسيح)… لقد ربحت زوجها إلي جانبها، وجعلت منه عبدًا شريكًا معها بدلاً من سيدٍ عنيفٍ.] [جعلت من ثمار جسدها، أي من أبنائها وأحفادها، ثمارًا لروحها، مكرسة للَّه ليس فقط نفسها الوحيدة بل كل الأسرة وأهل بيتها.] [بخصوص تعقلها وتقواها ليس من إمكانية لتقدير ذلك. إنها لم تجد أمثلة كثيرة حولها سوى والديها حسب الطبيعة وأبوها الروحي (الأسقف)، الذين كانوا النماذج الوحيدة أمامها، والتي لم تفشل في التمتع بأية فضيلة فيهم…] [أي تعقل كان فيها مثل صمتها؟! إذ أشير إلي الصمت، أعود إلي أهم ما في شخصيتها اللائقة بالنساء، الأمر الذي يُحسب أهم شئ يخدم هذه الأزمنة. من لديه معرفة كاملة في الإلهيات سواء في الوصايا الإلهية أو في الفهم مثلها؟! مع ذلك من كانت مستعدة أن يكون قليل الكلام تعرف ما هو حدودها كسيدة؟!"] [إني لا أتردد في أن أكرمها بكلمات أيوب: بيتها كان مفتوحًا لكل القادمين؛ لن يلجأ غريب إلي الشارع. كانت أعينًا للعميان، وأقدامًا للعرج، وأمًا للأيتام (أي15:29؛ 32:31)… بيتها كان مسكنًا عامًا لكل المحتاجين من أسرتها. وممتلكاتها ليست بأقل من أن تكون مشاعًا للمحتاجين الذين كانوا يشعرون بملكيتهم لها أكثر مما هو ملك لهم.] [كل ما استطاعت أن تنتزعه من رئيس هذا العالم أودعته في أماكن أمينة. لم تترك شيئًا وراءها سوي جسدها. لقد فارقت كل شيء من أجل الرجاء العلوي. الثروة الوحيدة التي تركتها لأبنائها هي الاقتداء بمثالها، وأن يتمتعوا بما استحقته.] [وسط هذا الحديث عن شهامتها العجيبة نقول أنها لم تستسلم للترف الجسدي وللتلذذ بالطعام بلا ضابط، هذه الرغبة الحيوانية الثائرة التي تمزق الأعماق. مع أن الذين يستسلمون لإرضاء هذه الشهوة ويعملون بوقاحة علي فعل الخير وإطعام الفقير مقابل ذلك الترف الشخصي هم كثيرون! نتيجة لذلك فهم يجنون شرًا في هذا العمل النبيل بدلاً من مداواة الشر بالخير. وإذ أخضعت جسدها الترابي بالصوم لم تترك للآخرين تدريبًا أخر مثل استخدامها فراش غير مريح. وأيضًا إذ عرفت الفائدة الروحية وراء ذلك لم تتوانَ عن اتباع نظامٍ صارمٍ بالنسبة لتقليل ساعات النوم. ورغم تنظيم حياتها علي هذا الأساس وكأنها صارت متمتعة بقهر الجسد، لم تلقِ بجسدها لتتمدد علي الأرض بينما يقضي آخرون الليل منتصبين في حالة من الإماتة التي يتبعها معظم الجبابرة في الجهاد.] يقول عنها أخوها أنها فاقت ليس فقط النساء بل حتى الرجال الذين نذروا أنفسهم للعمل الروحي. فترنمت بالمزامير بفطنة، وحفظت ما كُتب بالوحي الإلهي وعرفت أسراره الكامنة. كم سجدت بدموعٍ واتضاعٍ لغسل خطيتها بقلبٍ منسحقٍ. والأمر الساحق ولكنه حقيقة واقعة أنها وإن حاكت آخرين بغيرة وسعت لتدرك فضائلهم صارت مثالاً في هذه الفضائل، بل وكانت هي المكتشفة للفضيلة تارة والمتفوقة علي غيرها تارة أخري. إن نافسها آخرون في فضيلة ما تتميز هي بالتحلي بالكثير من الفضائل. هكذا نجحت، ولم يبلغ أحد فضائلها، ولو بصورة أقل في التفوق. نقول أنها إلي هذا المدى قد أدركت الكمال في كل فضيلة حتى أن فضيلة واحدة منها كانت تفي مكان الكل. [يا لطبيعة النساء التي رأيناها تفوق الرجال خلال سيرة هذه القديسة في الصراع الواحد من أجل الخلاص. فأوضحت لنا أن التمييز بين الرجل والمرأة إنما جسديًا فقط وليس بالنسبة للروح!] أود أن أذكر بعض الحقائق المشهورة بوجه عام عن هذه القديسة، وإن كانت مبادئها المسيحية قد دعتها لإخفاء ما تمتعت به… انقلاب عربتها يُذكر عنها أخوها أنها قاربت الموت، لكنها شفيت بطريقة معجزية بشدة ثقتها في الله القادر على كل شئ. يروي أخوها أن بغال عربتها المجنونة أسرعت فأدت للأسف إلى انقلاب العربة بها، وأصيبت بجراحٍ خطيرةٍ. لقد تهشمت وألمّت بها كدمات شديدة، سببت لها نزيفًا داخليًا، ورفضت أن تستدعي الطبيب بسبب حيائها. حقًا إن الألم كان يفوق البشر، فصار جرسًا لمن يأتي بعدها، فيرون أعلى درجات الإيمان وسط الألم، والصبر وسط التجربة. إنما رأفة الله لأمثال هذه القديسة فائقة للغاية. انتهى الأمر بأن صُعق الرجال لفقدان الأمل في شفائها. تحقق الوعد البديع: "إذا سقط لا ينطرح، لأن الرب مسند يده" (مز24:37). ويضاف إليه: "مع أنه قد تهشم أو كسر تمامًا لكنه سريعًا ما يقوم ويتمجد" (مز8:146 الترجمة السبعينية). لأنه إن كانت نكبتها غير منطقية فشفاؤها كان فائقًا. شفاؤها من مرضٍ عضال يقول أخوها القديس غريغوريوس النزينزي: [تعرضت لمرض عضال، مرض خبيث أصاب كيانها كله بحمى شديدة، فكانت تشعر بدمها يغلي في عروقها، وأصيبت بشللٍ ذهنيٍ، وأيضًا بألمٍ في أطرافها. ومجمل القول أن الأطباء قد عجزوا عن شفائها، وأيضًا دموع ذويها وتضرعات المحيطين بها لم تجدِ. وقد كانت سلامتها تعني سلامة أحبائها المحيطين بها، والعكس أيضًا فمعاناتها ومرضها كان يُعد نكبةً عامة. المسيح (مت20:9)… اقتربت من الهيكل بإيمان ونادت إلهها المهوب بصرخة قوية متذكرة أعماله العظيمة معها سابقًا. وذرفت دموع غزيرة كالمرأة التي أغرقت رجليه بالدموع ذات يومٍ (لو38:7). تناولت من جسد الرب ودمه الكريم… ويا للعجب فقد شعرت في الحال أنها قد تعافت، وأُنقذت من المرض، فصار جسدها ونفسها وروحها في حالة سليمة تمامًا… لتمسكها بالرجاء اكتسبت قوة جسدية بسبب قوتها الروحية. حقًا أن هذه الأمور عجيبة لكنها حقيقية. أرجو أن تصدقوها، وقد كشفتها لكم بعد صمتها عن الإفصاح عنها أثناء حياتها. وجاء تسجيلي لهذه القصة حتى لا تظل مثل هذه الأعجوبة أو المعجزة العظيمة في طي الكتمان.] استعدادها للرحيل يقول القديس غريغوريوس النزينزي: [هنا أتكلم عن موتها وما تميزت به وقتئذٍ لأوفيها حقّها… اشتاقت كثيرًا لوقت انحلالها، لأنها علمت بمن دعاها وفضّلت أن تكون مع المسيح أكثر من أي شيء آخر على الأرض (في23:1). تاقت هذه القديسة إلى التحرر من قيود الجسد والهروب من وحل هذا العالم الذي نعيش فيه. والأمر الفائق بالأكثر أنها تذوقت جمال حبيبها المسيح إذ كانت دائمة التأمل فيه. كانت تعلم مسبقًا ساعة رحيلها عن هذا العالم، الأمر الذي ضاعف من فرحتها. ويبدو أن الله أعلمها به حتى تستعد ولا تضطرب حينئذٍ. قضت كل حياتها تغتسل من الخطية وتسعى لإدراك الكمال. ونالت موهبة التجديد المستمر بالروح القدس، وصارت ثابتة فيه بحسب استحقاق حياتها الأولى… لم تغفل عن التضرع من أجل زوجها أيضًا حتى يُدرك الكمال، وقد استجاب الله لطلبتها إذ أرادت أن يكون كل ما يمت لها بصلة في حالة الكمال الذي يريده الله منا، فلا يكون شيء ناقصًا أمام المسيح من جهتها. وإذ جاءت النهاية أدلت بوصيتها لزوجها وأولادها وأصدقائها كما هو المتوقع من مثل هذه القديسة المحبة للجميع. كان يومها الأخير على الأرض يوم احتفال مهيبًا، ولا نقول أنها ماتت شبعانة من أيام بني البشر، فلم تكن هذه رغبتها، إذ عرفت أنها أيام شريرة تلك التي بحسب الجسد وما هي سوى تراب وسراب. وبالأحرى كانت شبعانة من أيام الله … وهكذا تحررت، بل الأفضل أن نقول أنها أُخذت إلى إلهها أو هربت أو غيرت مسكنها أو أسلمت وديعتها عاجلاً. في وقت نياحتها خيّم صمت مهيب، وكأن مماتها كان بمثابة مراسيم دينية. رقد جسدها وكأنه في حالة شلل بعد أن فارقته الروح، فصار بلا حراك. لكن أباها الروحي الذي كان يلاحظها جيدًا أثناء هذا المنظر الرائع شعر بها تتمتم واسترق السمع، وإذ به يسمعها تتلو كلمات المرتل: "بسلامة اضطجع أيضًا وأنام" (مز8:4). مبارك هو من يرقد وفي فمه هذه الكلمات! هكذا ترنمتِ أيتها الجميلة بين النساء، وصارت الترنيمة حقيقة. ودخلتِ إلى السلام العذب بعد الألم، ورقدتِ كما يحق للإنسانة المحبوبة لدى الله التي عاشت وتنيحت وسط كلمات الصلاح. كم ثمين هو نصيبكِ! إنه يفوق ما تراه العين في وسط حشدٍ من الملائكة والقوات السمائية، إنه مملوء بهاءً ونقاوة وكمالاً! يفوق كل هذا رؤيتها للثالوث القدوس، فلم يعد ذلك بعيدًا عن الإدراك والحس اللذان كانا قبلاً محدودان تحت أسر الجسد. أرجو أن تقبل روحك هذا المديح مني كما فعلت مع أخي قيصريوس. فقد حرصت على النطق بالمديح لاخوتي |
||||
30 - 11 - 2012, 07:56 PM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
الشهيدتان جوستا وروفينا كانت جوستا وروفينا متبتلتين مسيحيتين تعيشان بمدينة سيفيليا بأسبانيا، وكانتا تعملان بالتجارة لتدبير احتياجاتهما المادية. وفى إحدى المرات تهجم عليهما الوثنيون لأنهما رفضتا بيع بعض الآنية لهم لكي ما يستخدموها في عبادتهم. فما كان من الشهيدتان إلا أن كسرتا تمثال الوثنيين. اشتكاهما الجمع للحاكم الذي سألهما عن دينهما، فاعترفتا بالسيد المسيح. أمر الحاكم بربطهما على لوح وتمزيق جنبيهما بالخطاطيف، كما أمر بإقامة تمثال للآلهة بجوارهما لعلهما ترجعان عن إيمانهما وتقدمان العبادة له، لكنهما ثبتتا على إيمانهما ولم يرهبا التعذيب. استشهدت جوستا على اللوح وأمر الوالي بشنق روفينا، ثم حرق جثتيهما. وكان استشهادهما حوالي سنة 287م. |
||||
30 - 11 - 2012, 07:59 PM | رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
الشهيدة جوليا نشأتها وُلدت جوليا - التي يعني اسمها بهيجة أو بهجة - في مدينة قرطاجنة (تونس) في شمال أفريقيا من والدين مسيحيين غنيين في الروحيات والجسديات، فقد كانا من أثرياء بلدتهما، ويمتلكان من الأراضي والخدم والممتلكات الشيء الكثير. لم تغرِهم الأرضيات عن اقتناء الفضائل الروحية، ولم ينسيا فقراء بلدتهم، بل كانا يعطفان عليهم. وقد اختارا لجوليا معلمين مسيحيين قديسين، فحفظت المزامير، وواظبت على قراءة الكتاب المقدس وحضور القداسات. أسرها دخل هونريكس ملك الفنداليين الأريوسي مدينة قرطاجنة، وفتك بالأرثوذكس، لاسيما أغنياءهم وشرفاءهم، واستأسرهم ونساءهم وبنيهم. وهدم رجاله ما وجدوه، وسرقوا الأموال وسَبَوا الصبيان والبنات، ومن بينهم كانت جوليا. عرضوا المسبيين للبيع في سوق الرق، فاشترى جوليا رجل سوري وثني يدعى أوسابيوس، أخذها وسار بها إلى سوريا. وهكذا وجدت جوليا نفسها تخدم رجلاً وثنيًا بعد أن كانت تخدمها خادمات كثيرات، وصارت عبدة بعد أن كانت حرة، لكنها تذكرت كلام بولس الرسول: "أيها العبيد أطيعوا سادتكم حسب الجسد، بخوفٍ ورعدةٍ في بساطة قلوبكم كما للمسيح، لا بخدمة العين كمن يرضي الناس، بل كعبيد المسيح، عاملين مشيئة الله من القلب، خادمين بنية صالحة كما للرب ليس للناس، عالمين أن مهما عمل كل واحد من الخير فذلك يناله من الرب عبدًا كان أم حرًا (أف5:6-9). فصارت تخدم سيدها بفرحٍ، ثم تختلي في حجرتها لتصلي وتسبح. رأى أوسابيوس ذلك في جوليا فاحترمها وقدَّرها واعتبرها كنز بيته وبركة منزله، كثيرًا ما كان يقول: "إنني اختار أن أفقد كل مالي ولا أخسر أمتي جوليا". استطاعت القديسة أن تمارس عبادتها في حرية جهارًا، ولم يمنعها عن ذلك سيدها، فكانت تقرأ في الكتاب المقدس يوميًا وتمارس الصوم والتقشفات الجسدية بكل حرية، وفي كل هذا لم تتوانَ عن خدمة سيدها بكل إخلاص. وقد حافظ هو على عفة عبدته ولم يمسها بسوء، فكانت قدوة في كل أمورها حتى مدح فضيلتها كل من رآها ومدحوا ديانتها وكرموا إلهها. غير أن جوليا كانت تضع أمام عينيها أنه في يومٍ ما سوف يُعرَض عليها السجود للأوثان واعتناق ديانتهم، فوضعت أمام عينيها صورة ربنا يسوع المسيح المصلوب من أجل العالم، واعتقدت في نفسها أنها سوف تقدم نفسها ودمها من أجله. استشهادها أراد أوسابيوس السفر إلى جزيرة كورسيا التي كان أهلها لازالوا وثنيين، فأخذ معه جوليا مع كثيرٍ من أعوانه لتقوم بخدمته. وعندما رست السفينة عند شاطئ الجزيرة نزل أوسابيوس مع قوم من خدامه ودخل هيكل الأوثان، أما جوليا فمكثت في السفينة وأخذت تسجد وتصلي للسيد المسيح أن يحفظها من كل دنس ويثبتها ويؤازرها في وسط هؤلاء الوثنيين. وبينما هي تسجد وتصلي وتبكي من أجل عمى قلوب الوثنيين، دخل إلى السفينة خدام أمير الجزيرة فيليكيوس ليروا بضاعة أوسابيوس، فوجدوا القديسة على هذه الحال. سألوا الملاحين عن هذه الفتاة، ولماذا لم تدخل معبدهم، فأجابوهم أنها أسيرة أوسابيوس التاجر، وهي تدعى مسيحية وتستهزئ بعبادة الأوثان. ذهب هؤلاء الخدم إلى أميرهم واخبروه بما سمعوا، فاستحضر الأمير أوسابيوس وسأله عن جوليا، فأجابه قائلاً: "إنها عذراء مسيحية فاضلة جدًا وعلى درجة من الإخلاص لا تساويها من الفتيات واحدة، لكن لم أستطع أن أستميلها لعبادتنا". قال له الأمير: "يجب عليك أن تُلزمها بإكرام آلهتنا أو تبدلها بأخرى وتبيعني إياها". أجاب أوسابيوس قائلاً: "لا أستطيع أن أفعل أحد هذين الأمرين، ولو قدمت لي كل أموالك فإنها عندي لا توازي ثمن هذه العبدة المسيحية، بل إني مستعد أن أخسر كل مالي ولا أدعها تخرج من عندي". فكر الأمير في حيلة ليخطف القديسة، فصنع وليمة عظيمة ودعا إليها أوسابيوس، ووضع أمامه من المأكولات والمشروبات الشيء الكثير حتى سكر وغاب عن وعيه، وأرسل فأخذ جوليا واستوقفها أمامه، وطلب منها أن تذهب إلى المعبد لتقدم الإكرام والسجود للآلهة: واعدًا إياها بإطلاق سراحها بعد ذلك. أجابته القديسة قائلة: "إني مادمت أخدم سيدي وإلهي يسوع المسيح فأنا حرة، ولست أعرف على الأرض سواه ولا يوجد إله غيره، أما آلهتك فلا أعرفها ولا أعبدها، بل أرفضها من كل قلبي، لأنها ليست إلا أصنامًا لا تسمع أو حيوانات لا تنطق". غضب الأمير وأمر أن تُعلق من شعرها فعُلِّقَت وشرع الجلادون يضربونها بالعصي حتى كادت تموت، أما هي فكانت لا تسكت عن قولها: "يا ربي يسوع المسيح أعني". خاف الأمير أن ينتبه أوسابيوس من نومه ويخلصها من يديه، فأمر أن تُسمر على الصليب لتموت مصلوبة، فصارت تهتف قائلة: "لتكن مباركًا يا إلهي وسيدي يسوع المسيح الذي أهَّلتني أن أموت مثلك ومن أجلك مصلوبة على خشبة الصليب. أسألك يا إلهي بحق دمك الطاهر الذكي أن تنظر بعين رحمتك إلى هذا الشعب الجالس في ظلام الموت، وتغفر لهم وتنير عليهم بنور الإيمان بك". صلبوها على خشبة، وماتت متأثرة بجراحها ونزيف دمها. انتبه أوسابيوس وأدرك ما حدث فحزن حزنًا شديدًا على ما حدث، لكنه لم يستطع أن يفعل شيئًا. شعر الذين صلبوها بخوفٍ شديدٍ فتركوها. وفي أثناء ذلك ظهر ملاك الرب لمجموعة من المتوحدين الأتقياء في جزيرة مجاورة تدعى غرغونا، وأخبرهم أن يذهبوا إلى جزيرة كورسيكا ليأخذوا جسد الشهيدة القديسة. حضروا إلى الجزيرة واخذوا الجسد بكل احترام، وتحققوا سيرة هذه الشهيدة العفيفة من ذلك الرجل الغني ونقلوها إلى ديرهم، وكان ذلك في الثاني والعشرين من شهر مايو سنة 439 م. وفي القرن الثامن نُقِل جسدها إلى البندقية بإيطاليا وبُنِيت كنيسة على اسمها، وتعيِّد الكنيسة الغربية بتذكار استشهادها في 22 مايو. الشهيدات فيفيان، كريستين، جوليا، جوليت، أوجيني |
||||
30 - 11 - 2012, 08:02 PM | رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
الشهيدة العذراء جوليانا أويوليانا إيمانها كان والداها من أشراف أهل مدينة نيقوميديا. وكان أبوها أفريقيانوس وثنيًا، أما والدتها فكانت تحتقر عبادة الأوثان. تعرفت يوليانا على الإيمان المسيحي، والتهب قلبها بمحبة الله فاعتمدت وعزمت على الحياة البتولية. كانت مؤمنة حكيمة وقويمة السلوك، كتب عنها العلامة أوريجينوس واصفًا حياتها الروحية العالية. استقبلته في دارها أثناء الاضطهاد الروماني وعالته وخدمته وقدمت له احتياجاته من الطعام والكتب، واستفادت من عمله الروحي في فترة اختبائه في دارها. الوزيس يطلب يدها طلبها الوزيس Evilasius أحد قضاة المدينة ليتزوج بها فوافق والداها، أما هي فحاولت أن تعتذر له. إذ بدأ يكشف لها عما في قلبه من نحوها، قالت له أنها لن توافق به ما لم يصر حاكمًا للمدينة وقاضي قضاتها. وبسبب جمالها الفائق وحبه الشديد لها دفع مبلغًا كبيرًا لينال هذه الوظيفة، وأرسل يخبرها بما حدث. أجابته أنها مسيحية ولن تتزوج إنسانًا غير مسيحي. اضطر الوزيس أن يخبر والدها بما قالته. تحقق الوالد من الأمر، وإذ عرف أنها مسيحية هددها بإلقائها للوحوش المفترسة. لكنها لم تخف، فصار يضربها حتى كادت تموت، ثم أرسلها إلى ألوزيس حاكم المدينة. حوار مع الوزيس إذ رآها الحاكم في حال يُرثى لها ازداد حبه لها وصار يلاطفها، ودار بينهما الحوار الآتي: ما هو الذي سحركِ، وجعلك مسيحية؟ وكيف نسيتِ ما قد تكلفته من مالٍ لكي أتزوج بكِ؟ وما هو الذي صدر مني حتى تبغضيني؟ لم أقصد إلا أن يريكَ الله ضلال عبادتك الوثنية، لأني أعلم برفعة شأنك وأنك بصفاتك الحميدة تستحق أسمى المراتب، غير أني أطلب منك شيئًا واحدًا، وهو أن تنكر عبادة الأوثان التي هي غاية الجهل والحماقة، وبرهان النفاق؛ وتعبد الإله الحقيقي. ألا تدرين بأني إذا صرت مسيحيًا أخسر أموالي، وأُطرد من منصبي، وأفقد حياتي! إن كنت تخافِ من ملك أرضي قابل للموت، فكيف لا أخاف أنا من أن أغضب الملك السماوي غير القابل للموت بأعظم إثم! اعلم إني مسيحية، وسأبقى مسيحية على الدوام. اضطهادها إذ لم ينل الحاكم مناله باللطف بدأ يستخدم وسائل العنف والتعذيب. تقدم ستة من أعنف الجنود وجلدوها بالسياط حتى خارت قوتهم، ثم علقوها من شعر رأسها… أما هي فكانت تردد: "يا سيدي يسوع المسيح ابن الله أعنّي". عاد إلى محاولة استخدام اللطف فلم تلنْ، فأمر بسكب نحاس مغلي عليها… ثم إرسلها إلى السجن. هناك حاربت الشيطان وجهًا لوجه وانتصرت عليه، حينما تشبه بملاك من نور محاولاً إقناعها بالعدول عن تشبثها بإيمانها لكي تخضع لمشيئة أبيها بالجسد والحاكم الذي يعذبها. من أجل ذلك تصورها الأيقونات القديمة وهى تربط شيطانًا مجنحًا بالسلاسل. مزقوا لحمها بمخالب حديدية، وأُلقيت في إناء به ماء مغلي موضوع على النيران ولم يضُرها. أخيرًا نالت إكليل الشهادة بقطع رأسها حوالي سنة 305م |
||||
30 - 11 - 2012, 08:03 PM | رقم المشاركة : ( 10 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
الشهيدة جوليتّا 1 أصدر الإمبراطور دقلديانوس قرارات في سنة 303م فيها اُعتبر المسيحيون محرومين من حماية القانون ومن حقوقهم المدنية. وكانت القديسة جوليتا أرملة غنية تعيش في قيصرية كابدوكيا، وكانت تمتلك مزارع ومواشي وعبيدًا كثيرين. استطاع أحد الرجال الأقوياء في مدينتها اغتصاب جزء كبير من أملاكها. ولما لم يستطع الدفاع عن موقفه أمام الحاكم، اتهمها بأنها مسيحية. أمرها القاضي بتقديم العبادة للإله زيوس، لكنها ردت عليه بشجاعة قائلة: "يمكنك أن تأخذ كل أملاكي وتعطيها للغرباء، أو أن تقطّع جسدي وتأخذ حياتي، لكنني لن أنطق بكلمة واحدة تهين الله الذي خلقني، وإذا أردت أن تأخذ مني قطعة من أرض هذا العالم فسأكسب السماء عوضًا عنها". بدون تردد أمر القاضي بتقديم كل أملاكها للمُدعى عليها، كما أمر بموتها حرقًا. فقُدّمت إلى النار، وسارت نحوها القديسة بشجاعة ودخلت فيها وتنيحت قبل أن يحترق جسدها، ودفنها المسيحيون. في سنة 375م كتب القديس باسيليوس عن رفاتها: "إنه يُغني ببركات كثيرة المكان المدفون فيه وكل من يأتي لزيارته، حتى أن الأرض التي احتضنت جسدها تَفجّر منها ينبوع ماء حلو بينما كل آبار المنطقة حولها ماؤها مالح، وهذا الماء له قوة لشفاء المرضى". |
||||
|