"اركبه على مرتفعات الأرض فأكل ثمار الصحراء، وأرضعه عسلًا من حجر، وزيتًا من صوَّان الصخر" [13].
قدم لشعبه المستحيلات، فأخرج لهم من الصحراء ثمارًا ومن الحجر عسلًا ومن صوان الصخر زيتًا [13]، أما أروع ما قدمه فهو دمه الثمين: "دم العنب شربته خمرًا" [14].
بقوله "اركبه.. مرتفعات الأرض" يقصد أنه خرج به إلى نصرات متوالية، لا يعرف السقوط والهزيمة، بل يعيش دومًا كما على القمم العالية. عِوض خبز المذلة الذي كانوا يأكلونه في مصر تحت العبودية جلسوا على قمم الجبال يأكلون ثمار الصحراء حيث الحرية والكرامة.
ولعلّه يقصد بمرتفعات الأرض أن الشعب انطلق إلى جبال كنعان، هناك الخضرة والثمار الفائضة، يتمتعون بالعسل الذي يقدمه النحل في وسط الحجارة، والزيت الذي من أشجار الزيتون التي تملأ المنطقة.
إنها صورة حيّة للمسيحي الذي ينطلق كما إلى عربون السماء فيحيا في المرتفعات، لا سلطان للخطية عليه، يأكل من ثمر الروح في وسط برية هذا العالم، ويتمتع بعذوبة المسيح كالعسل، ومن زيت الروح القدس الذي يسند النفس ويملأها صحة وسلامًا.