منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 02 - 10 - 2025, 01:09 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,372,402

لا أريد أن تتركني أبدًا مرة أخرى


في ربيع عام 1988، في مدينة شيان بالصين، تحوّل كل شيء إلى كابوس بالنسبة لأم شابة تُدعى لي جينغتشي. كانت لحظة خاطفة، غفلة صغيرة لا تتجاوز دقائق، لكنها كانت كافية ليختفي ابنها الوحيد ماوين، الطفل ذو العينين البريئتين، الذي لم يتجاوز عامه الثاني.
منذ تلك اللحظة، لم يعد قلبها يعرف طعم الراحة.
تحولت حياتها إلى رحلة بحث لا نهاية لها. استقالت من عملها، باعت ممتلكاتها، وجعلت من شوارع الصين وطرقاتها بيتًا لها. تنقلت بين عشرات المدن، ووزعت أكثر من 100000 منشور تحمل صورة ابنها، وهي صورة صغيرة لطفل بابتسامة لم تكمل بعد نضجها. في كل زاوية، في كل وجه طفل، كانت تبحث عن عينيه.
لكن الأمر لم يقف عند حدود معاناتها الخاصة.
على طول طريقها الطويل، التقت بأمهات وآباء يعيشون نفس المأساة، فقررت أن تساعدهم أيضًا. وفعلاً، بفضل مثابرتها وإصرارها، تمكنت من مساعدة 29 عائلة في العثور على أبنائهم المختـطفين. ومع ذلك، ظل قلبها فارغًا، ينزف صمتًا، لأنها لم تجد ماوين.
مرت السنوات ثقيلة… عامًا بعد عام، يذبل الأمل أحيانًا ثم يعود ليشتعل. كان عمرها يزداد، لكن صورة ابنها في قلبها ظلت كما هي: طفل صغير يمد يده نحوها.
حتى جاء عام 2020، بعد مرور 32 عامًا كاملة من الانتظار المرير.
تلقت الشرطة خيطًا جديدًا: رجل في الرابعة والثلاثين من عمره، يعيش كرجل أعمال ناجح، ربما يكون هو ماو ين. اختبارات الحمض النووي حُسمت بسرعة، والنتيجة كانت صاعقة: إنه هو!
الحقيقة ظهرت أخيرًا: ماو ين بيع وهو صغير مقابل 840 دولارًا فقط، ونشأ تحت اسم آخر في أسرة لم تكن تعرف شيئًا عن جرح أمه.
وجاءت لحظة اللقاء. لحظة حُلمت بها الأم 11,680 يومًا وليلة. على شاشة التلفاز، تابع الملايين المشهد: لي جينغتشي تركض نحو ابنها، دموعها تنهمر بلا توقف، تعانقه وكأنها تحاول أن تعوض في ثوانٍ ثلاثة عقود من الفقدان. أما هو، فوقف مذهولًا، يحاول أن يتذكر، أن يستعيد ما سُرق منه. وسط بكائها المتهدج، قالت كلمتها التي اخترقت القلوب:
"لا أريد أن تتركني أبدًا مرة أخرى."
قصة لي جينغتشي لم تكن مجرد حكاية عن فراق ولقاء، بل كانت درسًا خالدًا في قوة الأمومة، وصبر لا ينكسر، وأمل لا يذبل. لقد أثبتت أن قلب الأم قادر على تحدي الزمن، وأن الحب الحقيقي لا يموت… حتى لو غاب 32 عامًا.
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
أنت حبيب نفسي أبدًا يسوع أنت من أريد
يا سيدي أشكرك من كل قلبي لأنك لا تتركني أبدًا
جاي النهاردة اشكرك! لأنك لم تتركني أبدًا
أعلم يارب أنك أبدًا لن تتركني
أعلم يارب أنك أبدًا لن تتركني


الساعة الآن 03:43 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025