فلَمَّا سَمِعوا هذا الكَلام، انصَرَفوا واحِداً بَعدَ واحِد يَتَقدَّمُهم
كِبارُهم سِناًّ. وبَقِيَ يسوعُ وَحده والمَرأَةُ في وَسَطِ الحَلْقَة.
"يَتَقَدَّمُهُم كِبارُهُم سِنًّا" فتُشيرُ إلى انسحابِ الشُّيوخِ قبل الشَّباب، جَرْيًا على عادةِ سَبْقِ الكبيرِ للصغير. وغالبًا ما يكون الشُّيوخُ أكثر إدراكًا لِخَطاياهُم بِسببِ سنواتِ عُمرِهِم الأطول، وخطاياهم أعظم، وتوبيخًا لضمائِرِهِم أشدّ.
أو ربَّما فَهِموا قُوَّةَ كلامِ السَّيِّدِ المسيح قَبلَ غَيرِهم؛ فتعلَّموا أنَّهُم لن يستطيعوا بعدَ الآن اتّهامَ أحدٍ دون أن يتذكَّروا أنَّهُم شُركاءُ في الشرِّ الذي يَرَونَهُ في الآخَرين. إنَّ ما حدثَ لهذه المرأة من اتّهامٍ، سيحدثُ أيضًا ليسوعَ على الصَّليب؛ حيثُ سيَجِدُ نفسَه مُتَّهَمًا بريئًا، مُدانًا أمامَ قاضٍ سيكون عبدًا لدَورِه.
أولئك الذين يَتَّهِمونه، بحسبِ فِكرِ يوحنَّا، هُم فئةُ الكَتَبَةِ والفِرِّيسِيِّينَ، الذينَ يَجِدونَ أنفسَهُم مُتَّهَمين، فيَتركونَ السَّاحة، ويقرِّرونَ الانسِحابَ من دائِرةِ الاتّهامِ التي بدأوها.