![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
* يتطلَّب الناموس من الشخص الذي يحفظه ألاَّ يترك الطريق الذي يقول عنه الرب أنَّه [ضيِّق وكرب] (مت 7: 14)، فلا ينحرف يسارًا ولا يمينًا. يقوم هذا التعليم على أن الفضيلة تتميَّز بهذا (الاعتدال). فإن كل شر يعمل طبيعيًا خلال نقص الفضيلة أو المبالغة فيها. ففي حالة الشجاعة، الجبن هو نقص للفضيلة، والتهوُّر هو مبالغة فيها... هكذا كل الأمور الأخرى التي فيها تجاهد من أجل البلوغ إلى ما هو أفضل، تأخذ الطريق الوُسطَى بين الشرور المتجاورة. الحكمة تتمسَّك بالطريق بين المكر والبساطة. فليست حكمة الحيَّة ولا بساطة الحمامة (مت 10: 16) يمكن أن تُمدح، إن اختار الشخص إحداهما وحدها. بالأحرى الفضيلة هي اتِّحاد هاتين الاثنتين معًا بقوَّة في الطريق. الإنسان الذي ينقصه الاعتدال متسيِّب، والذي يسير إلى ما وراء الاعتدال يصير ضميره معذَّبًا (1 تي 4: 2) كقول الرسول. فالواحد يسلِّم نفسه للملذَّات بلا ضابط، والآخر يدنِّس الزواج كما لو كان زنا. أمَّا السلوك في الطريق الوسطى بينهما فهو الاعتدال. القديس غريغوريوس أسقف نيصص |
![]() |
|