إن خطيئة كل من الناس، بقوة ما بينهم من تضامن عجيب، تؤثر بطريقة ما، على الآخرين. وهذا وجه من التضامن الذي يتطور على الصعيد الديني في سر "شركة القديسين" لذلك يمكن التحدث عن "الشركة في الخطيئة" وتنحدر النفس منها بالخطيئة فتنحدر معها الكنيسة، ونوعاً ما، العالم كله.
وبعبارة أخرى، ما من خطيئة، ولو كانت على أكبر قدر من الحميمية والسرية والفردية، تهم فقط من ارتكبها وحده. لأن كل خطيئة، كبر أو صغر حجمها، كثُر أم قل أذاهل ينعكس أثرها على الجماعة الكنسية كلها، وعلى العائلة البشرية جمعاء. وبهذا المعنى يمكن اعتبار كل خطيئة؛ خطيئة اجتماعية.