قد سُئِلَ مرّةً عالِمٌ في الرياضياتِ والفلك
هل تَعتقِدُ أنَّ الكونَ لا نِهايةَ له؟
فأجاب: بالتأكيد.
قيلَ له: وما الذي يُؤكِّدُ لكَ ذلك؟
فقال: لأني أُؤمن وأُصَدِّقُ ما تَعلَّمتُه.
وبهذا الإيمانِ، مِن خلالِ الكنيسة، يَدخُلُ المسيحيّون في اتّحادٍ وثيقٍ بالمسيحِ القائمِ مِن بينِ الأموات (يوحنّا 17: 20). علينا أن نُخضِعَ حكمتَنا لحكمةِ الله، وأن نَكتشفَ حضورَه من خلالِ العلاماتِ التي يُعطيها لنا عن ذاتِه وعن محبّته. هذا هو الإيمانُ المستحِقُّ الطوبى، والمفتاحُ للولوجِ إلى أعماقِ سرِّ المسيح وحياتِه. بِالإيمانِ نَسلكُ، لا بِالعِيان (٢ قورنتس 5: 7). فالمسيحُ هنا يُطوِّبُ، عبرَ كلِّ الدُّهور، مَن يُؤمِنونَ دون أن يَرَوا.
فهل لنا هذا الإيمان؟ هل نَنظُرُ إليه بِعُيونِ الإيمان؟ هل نُؤمِنُ به مُخلِّصًا ورَبًّا لِحياتِنا؟ هل نَصرُخُ إليه، مثلَما صرَخَ توما: "رَبِّي وإِلهي"؟ هل نَملِكُ الثِّقة الكافيةَ بالربِّ لِنَفتَحَ له الأبوابَ، ونُخبِرَ العالَمَ بأعظَمِ بشارةٍ سَمعها الإنسانُ حتى الآن؟