باطل الأباطيل كتب سليمان سفر الجامعة قرب نهاية حياته، وقدم فيه خلاصة أبحاثه التى قام بها فى كل جوانب الحياة. ويبدو أنه كان يتساءل: أَتستحق الحياة حقاً أن نحياها؟ أَيوجد معنى حقيقى لها؟ ترى هل يمكن للثروة أو الشهرة أو الشهوة أو القوة أو الحكمة أن تملأ فراغ النفس؟ وجاءت الإجابة على أعتاب السفر «باطل الاباطيل قال الجامعة. باطل الأباطيل الكل باطل» (1: 2). وكلمة باطل تعنى : فراغ - تفاهة - جنون - انعدام القيمة. والملفت للنظر أن الذى يقدم هذا التقرير هو شخص استطاع أن يجرب كل شىء فى الحياة. كان ملكاً وحكيماً وغنياً، ومهما اشتهته عيناه لم يمكسه عنهما؛ لكنه أعلن «العين لا تشبع من النظر والأذن لا تمتلىء من السمع» (1: 8). نعم، والنفس لا ترتوى من كل مياه العالم.
صديقى القارئ، ربما أنت أيضاً تبحث عن ملء الفراغ الذى تشعر به. ربما تُمنَى نفسك بالشهادة الجامعية أو الوظيفة المرموقة أو الدخل المرتفع، أو ربما تفكر أن الارتباط بالفتاة التى تعلقت بها سيشبع جوعك العاطفى. دعنى أخبرك بصراحة أن هذه الأشياء، وغيرها الكثير جداً، لا يمكن أن تملأ فراغ نفسك، ما لم تختبر المسيح كالمخلص الشخصى وتشبع به أيضاً.