"إن كانت الفضائل مجتمعة هى كالجسد، فإن التواضع هو رأس هذا الجسد"، هكذا قال أحدهم.
لذا قال سليمان الحكيم إن العيون المتعالية (الكبرياء) هى على رأس الخطايا التى يبغضها الرب (أمثال6: 16 ،17). وقد نصح الرسول بطرس الأحداث قائلاً «تسربلوا بالتواضع لأن الله يقاوم المستكبرين وأما المتواضعون فيعطيهم نعمة» (1بطرس5: 5 ).
التواضع صفة نادرة، خاصة فى الشباب، لكنها ليست معدومة - وقد لمعت هذه الصفة بوضوح فى داود وبانت فى كثير من مواقف حياته.
صفات متميزة ربما نظن أن داود الفتى الراعى، الذى قضى حياته بين الغنم، لم يكن له من المؤهلات ما يدفعه للزهو بنفسه، لكن الكتاب المقدس يذكر عنه بعض المواصفات يندر أن تجتمع فى شخص واحد، خاصة من الشباب (1صموئيل61: 81 ). فمن جهة الهيئة: أشقر مع حلاوة العينين وحسن المنظر. ومن جهة الشخصية: جبار بأس ورجل حرب. ومن جهة الإمكانيات الطبيعية: فصيح ويُحسن الضرب. لكنه مع كل هذا لم يكن مغروراً مزهواً بنفسه. وهذا ما يتضح من مواقفه المتعددة...