سلسلة صلوات أبونا متى المسكين على عظة تحقيق نبوات الزمان الأخير

[شيرى2]

صلوات أبونا متى المسكين
75 – صلاة على عظة : تحقيق نبوات الزمان الأخير
فى الوجه المنظور والوجه الغير منظور
9/10/1981



بسم الآب والابن والروح القدس، الإله الواحد آمين.


ربنا المحبوب يسوع، لك السُّبح والشكر والتسبيح والسجود والمجد الدائم. إله محب لا يترك أولاده يتامى، هذا تعبيرك الخصوصى، ليس من اختراعنا ولا من عواطفنا ولا من مشاعرنا، يا رب، ولكن نتكلم بكرمك، بنفس كلمتك. لعلك، ياربى، تسمع الآن وتستجيب : "لن أترككم يتامى". ياربى، "أبى وأمى قد تركانى"، وتركا كل الواقفين أمامك، وأنت قَبِلتَنا، فلا تتركنا يا ربى، تتقاذفنا الأمواج كمركب بلا قبطان، كمركب بلا دفة وبلا اتجاه.
أتوسل إليك أن تكون أنت رائد نفوسنا وحياتنا، أنت الذى ترسم لنا خط السفر السعيد والمسيرة المباركة، ياربى، من يوم إلى يوم. "تركنا كل شئ وتبعناك"، والعالم يتعقبنا بزعازعه زمفازعه وأوجاعه وهمومه وأفكاره وأخباره. ليتك، ياربى، تسكب فى قلبنا سلامك حتى لا نرتاع، لا من خبر محزن ولا من خبر مقلق. بل نظل إليك شاخصين، يارب، عارفين أنك أنت تدبر كل شئ حسب مشيئتك، وأنه حتى ولا ضربة شر فى مدينة إلا وأنت صانعها، لأنك من الشر تكتسب نفوساً كثيرة إلى الخير، لأن الذى حدث فى سدوم وعمورة صار عبرة لكل الكورة المحيطة وللعالم وكل مدنه.
نعم، يارب، الذين ضلوا الطريق، ضلوا بسماحك لكى يكونوا مثلاً مخيفاً مفزعاً للسائرين. فنتوسل إليك، يارب، أن تكون لنا هذه الثقة فيك أنك صانع كل شئ ومُدبِّر كل شئ، وأنه لا يمكن أن يحدث لنا فى مصر ولا فى كنيستك المحبوبة، الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، لا يحدث فيها شئ من قريب أو من بعيد، موت، أو حياة، أو عقوبة إلا وأنت تدبرها لخير شعبك وكنيستك وخير الأيام ولخير مسيرة الخلاص العظمى.
اجعلنا نؤمن يارب برعايتك وبمسيرتنا وراءك، ولا نكف عن التمسك بك والتمسك بأقوالك حتى لا تضل قدمانا أيضاً، لأننا نقول مع المزمور: "رأينا الأشرار ناجحين فالحين فى طرقهم ورأينا أولادك مظلومين ومضطهدين"، ولكن كما قال صاحب المزمورعن الشرير نقول : "عَبَر فإذا هو ليس بموجود، والتمسته فلم يوجد".
فأنت تُثَّبت الذين ثبتوا فيك، يارب. وكل غصن لا يثبت فيك تنزعه، بل تقطعه. "وكل غرس لا يغرسه الآب السماوى لا يكون له حباة".
فاجعل عبيدك الواقفين أمامك ياربى مغروسين فى جنبك المقدس. أحباؤك الذين يُسبِّحون بك الليل والنهار، أَعطِهم الخلاص والإخلاص أن يكونوا عابدين شاكرين، ياربى، غير متذمرين، يفتحون كل قلوبهم لك ولا يضعون فى قلوبهم سواك، يتطلعون إليك فى السماء ولا يرون فى الأرض آخر سواك. أنت، ياربى يسوع المسيح، أنت المعزِّى لنا فى وقت ضيقتنا وما أكثر ضيقاتنا، لأن الراهب وحيد يارب، والوحيد لا يمكن أن يكون سعيداً إلا إذا شاركته الحياة وكنت له ثانياً.
فيا ربى، عزِّ قلوب عبيدك، أولادك الواقفين أمامك، فى ضيقاتهم وأحزانهم، وثبِّتهم فى الرجاء وفى المحبة، وفى الإيمان الذى دُعُوا إليه مجاناً، حتى لا يخسروا جعالة الحياة الأبدية، بالليل والنهار ذكّرهم بخلاصهم، فى كل وقت. ارفع ذهنهم إليك لبُسبحوك بالشكر. لا تجعل فى لسانهم إلا الشكر، يارب، ولا تجعل فى قلوبهم إلا الرضا من جهة الحياة ككل، والبركة أيضاً لكل إنسان. لا تجعل نصيبنا صغيراً فى أعيننا بل كبيراً جداً، وأننا نحن الذين نصغر عن كل نصيب، يارب. واجعلهم كلهم، يارب رعية واحدة لك مربوطين بالحب بعضهم مع بعض، ليحل روحك فى وسطنا، يارب، حينما نحس بأننا قلب واحد وجسد واحد وروح واحد نعمل أمامك بإخلاص ومحبة.
لا تجعل سلوكنا دينونة أمامك فى يوم الدين، ولا تجعل أعمالنا مَضيعة لأوقاتنا، بل اجعل عملنا أمامك، ياربى، مقدَّساَ فى كل ما تمتد إليه ايدينا، نقدمه إليك فى بداية العمل وفى نهايته، وننكر أنفسنا وننساها بإرادتنا، لتظهر أنت وحدك وليتمجد اسمك فى كل عمل فى هذا الدير.
ربنا، نحن نعمل جميعاً من أجل اسمك فى هذا الدير، لكى يرتفع اسمك وترتفع كنيستك وشعبك. نعم، يارب، نريد أن يصنع هذا الدير مثلاً لجماعة يخدمون اسمك ولا يحتقرون عمل العالم أو الوطن. نعم، يارب، اجعلنا على المستوى الذى يُرضى شعبك جميعاً، لأنك أنت وضعت شرطاً فى الذى يؤهَّل لخدمتك أن يكون له شهادة من الذين هم من الخارج. ياسلام، يارب، اجعل لنا شهادة من الذين هم من الخارج يارب، لكى لا يكون أبداً لنا دينونة ولا نكون مديونين بشئ لأحد فى هذا العالم، قريباً كان أو غريباً، حبيباً لأو عدواً.
لا تجعلنا، حينما نُسلم الروح فى يديك، أن نلتفت وراءنا فنجد أنفسنا مديونين أو مربوطين بخطأ أو خطية، بل اجعلنا محلولين يا ربى من الآن فى حِلِّ كامل منك ومن فمك، نسير بفرح فى طريق الحياة الأبدية، غير ناظرين إلى وراء بل متقدمين دائماً إلى الأمام، ناسين أنفسنا ولا نحسبها إطلاقاً، بل نحسب تماماً الكُلفة الموضوعة أمامنا والثمن الذى ندفعه بكل سرور حتى الصليب.
باركهم فى اسمك، قَدِّسهم فى حقك. أُذكر بابا الكنيسة فى هذه الأيام وأساقفتها جميعاً وبالأخص الذين هم تحت التحفظ، أعطهم روح الفرح والسرور أنهم حُسبوا أهلاً أن يُهانوا من أجل اسمك، ولا تجعل لهم حزناً ولا كآبة ولا تنهداً، ولا تجعل فى فمهم كلمة خاطئة يطلبون بها التبرئة من فم الناس. برِّئهم أنت وحدك، يارب، ولا تجعل لهم تبرئة من العالم، بل يتبرأون ويتبررون أمامك. لا تجعلهم يستجدون العفو، اعف أنت عنهم أنت من السماء، ولو كان السجن نصيبهم. لا تجعلهم يطلبون شيئاً لأنفسهم، بل يطلبون كل شئ لمجد اسمك. نعم واعف عنهم وعنا فى هذه الأيام الصعبة التى فيها الأخبار الصعبة من يمين ومن شمال. واجعل لنا استقامة الفكروالرأى والروح لكى نمضى أيامنا بالخوف أمامك، شاعرين بقيادتك لنا.
فى صلوات قديسيك وشفاعاتأم النور وشفيعنا أمامك القديس أنبا مقار، اسمع واستجب عندما ندعوك بالشكر قائلين : يا أبانا الذى فى السموات ...

منقول

[Mary Naeem]

آمين
شكرا على الصلاة الجميلة

[شيرى2]

ميرسى ارى لمرورك