
21 - 08 - 2025, 03:18 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|

المَعرِفَةُ في مَفهومِ الكتابِ المُقَدَّسِ تُفيدُ عَلاقَةً وُجوديَّةً فِي اختِبارِ الحَياةِ أَكثَرَ مِن أَن تَكونَ في إِطارٍ عِلميٍّ نَظَرِيّ؛ وَبِهَذا المَعنى نَعرِفُ الأَلَمَ (أشعيا 53: 3)، والخَطيئَةَ (حِكمَة 3: 13)، والحَربَ (قُضاة 3: 1)، والسَّلامَ (أشعيا 59: 8)، والخَيرَ وَالشَّرَّ (التَّكوين 2: 9).
وَأمّا مَعرِفَةُ شَخصٍ ما فَتَعني الدُّخولَ فِي عَلاقاتٍ شَخصيّةٍ مَعه، تُؤَدّي إِلى التَّضامُنِ وَالأُلفَة. فَـالمَعرِفَةُ تَعني الحُضورَ الحَميمَ بَيْنَ شَخصَين (كَالزَّواج)، وَكَذلِكَ تَعني الاستِقبالَ وَالثِّقَةَ المُتَبادَلَينِ، وَالتَّشارُكَ فِي القَلبِ وَالأَفكارِ.
المَسيحُ لا يَتَردَّدُ فِي مَعرِفَتِهِ لِخِرافِهِ: بقوله: "وأَنا أَعرِفُها، وَهي تَتبَعُني (يوحنّا 10: 27). فَهُوَ يَعرِفُ خاصَّتَهُ، يَتَطَلَّعُ إِليهم بِعَيني الحُبِّ وَالاهتِمامِ الرَّعَوِيّ، يَعرِفُهُم، وَيَبذُلُ نَفسَهُ عَنهُم بِكُلِّ سُرور، كَما يَقولُ يُوحنّا الإِنجيليّ: "أَحَبَّنا قَبلَ أَن نُحِبَّه" (1 يوحنّا 4: 19)، وَيُؤَكِّدُ ذَلِكَ بولسُ الرَّسول: "أمّا الآن، وَقَد عَرَفتُمُ الله، بَل عَرَفَكُمُ الله" (غَلاطِيَّة 4: 9). يُشبِّهُ المَسيحُ مَعرِفَتَهُ لِخِرافِهِ بِـمَعرِفَتِهِ لِأَبيه: "أَعرِفُ خِرافي، وَخِرافي تَعرِفُني، كَما أَنَّ أَبي يَعرِفُني، وَأَنا أَعرِفُ أَبي" (يوحنّا 10: 15). فَهذِهِ المَعرِفَةُ أَو الاتِّحادُ تَعني حُضورَ الواحِدِ فِي الآخَرِ، حُضورًا رُوحيًّا:"أَنَّ الآبَ فيَّ، وَأَنِّي في الآب" (يوحنّا 10: 38).
|