منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 12 - 08 - 2025, 12:29 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,349,891

أَلتَّشَبُّهُ بِمَريمَ


أَلتَّشَبُّهُ بِمَريمَ
أمّنا هي مثال الجواب على النّعمة. فإذا ما تأمّلنا حياتـها، سوف ينيرنا الرّبّ كيما نعرف كيف نؤلّه وجودنا العاديّ. على ممرّ السّنة، وغالبًا يوميًّا، فيما نحتفل نحن المسيحيّين بالأعياد المريميّة، نفكّر بالعذراء. فإذا ما استفدنا من هذه اللّحظات لنتخيّل تصرّف أمّنا، في هذه الأعمال المناطة بنا، سوف نقلّد مَثَلَها شيئًا فشيئًا، وننتهي بالتّشبّه بـها، كما يتشبّه الأولاد بأمّهم.
لنبدأ بالتّشبّه بحبّها. فالمحبّة لا تقتصر على العواطف، بل يجب أن تظهر بالكلام وقبل كلّ شيء بالأعمال. إذ إنّ العذراء لم تعلن فقط قبولـها إنّما أتمّت، في كلّ حين، قرارها الحازم والنّهائيّ. فعلينا أن نتصرّف بالمثل: عندما يدفعنا حبّ الله ونكتشف إرادته، علينا أن نلتزم بأن نكون أوفياء، صادقين حقّاً . “ليس من يقول لي يا ربّ، يا ربّ يدخل ملكوت السّماوات، بل من يعمل بمشيئة أبي الّذي في السّماوات”.
لذلك ينبغي أن نقلّد لباقة مريم الطّبيعيّة والفائقة الطّبيعة. إنّها خليقة مميّزة في تاريخ الخلاص: فيها “الكلمة صار جسدًا وحلّ بيننا”. كانت شاهدة كلّها رقّة وقد عاشت في الخفاء : لم ترد أن تتلقّى المدائح، إذ لم تكن تبغي المجد لنفسها. مريم هي شاهدة أسرار طفولة ابنها، الأسرار العاديّة إذا أمكننا التّعبير هكذا : فأمام المعجزات الكبرى وهتافات الجماهير كانت تختفي. في أورشليم، عندما كان المسيح – راكبًا جحشًا صغيرًا – يُحتفَى به كملك، لم تكن مريم هناك. لكنّنا نجدها قرب الصّليب، عندما هرب الجميع. هذا التصرّف له نكهة طبيعيّة خاصّة بعظمة وعمق وقداسة نفسها.
فلنسعَ إلى التّشبّه بطاعتها لمشيئة الله، طاعة يمتزج فيها بطريقة متناغمة النّبل والخضوع. إذ لا شيء يذكّر عند مريم موقف تلك العذارى الطائشات اللّواتي أطعن، بالفعل، إنّما دون تفكير. فالعذراء مريم تصغي بانتباه إلى ما يريده منها الله. إنّها تتأمّل في ما لا تفهمه. إنّها تسأل عمّا لا تعرفه. ثمّ تندفع بكلّ كيانـها لإتمام المشيئة الإلهيّة: “إنّي أمة الرّبّ؛ فليكن لي حسب قولك!”. يا للرّوعة! ألقدّيسة مريم، مثالنا في كلّ شيء، تعلّمنا الآن أنّ طاعة الله ليست عبوديّة، ولا تُخضِع ضميرنا. بل تحثّنا باطنيًّا على أن نكتشف “حرّيّة أبناء الله”.
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع


الساعة الآن 04:56 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025