ينبغي أن نقلّد لباقة مريم الطّبيعيّة والفائقة الطّبيعة. إنّها خليقة مميّزة في تاريخ الخلاص: فيها “الكلمة صار جسدًا وحلّ بيننا”. كانت شاهدة كلّها رقّة وقد عاشت في الخفاء : لم ترد أن تتلقّى المدائح، إذ لم تكن تبغي المجد لنفسها. مريم هي شاهدة أسرار طفولة ابنها، الأسرار العاديّة إذا أمكننا التّعبير هكذا : فأمام المعجزات الكبرى وهتافات الجماهير كانت تختفي. في أورشليم، عندما كان المسيح – راكبًا جحشًا صغيرًا – يُحتفَى به كملك، لم تكن مريم هناك. لكنّنا نجدها قرب الصّليب، عندما هرب الجميع. هذا التصرّف له نكهة طبيعيّة خاصّة بعظمة وعمق وقداسة نفسها.