إذ كان إسرائيل قد تأدب في الدفعتين السابقتين وتذلل بالتوبة أمام الله، انطلق للحرب هذه المرة في اليوم الثالث من بداية الحرب [29، 30]، وكما نعلم أن اليوم الثالث يشير إلى تمتعنا بقيامة السيد المسيح، فلا نصرة ضد الخطية ولا غلبة على قوات الظلمة إلاّ بالتمتع بقوة قيامة الرب فينا.
دبر إسرائيل كمينًا يحيط بالجبعة وظهر إسرائيل أمام بنيامين ليجتبه خارج المدينة، وإذ بدأ بنيامين يضرب كاليومين السابقين انطلق إسرائيل البعض إلى السكك أي الطرق العامة المؤدية إلى بيت إيل والآخر نحو حقل جبعة، وكان هناك كمين مختفيًا في بعل تامار أي (إله البلح أو التمر) وفي عراء جبعة، أي في أرض بلا شجر ولا بيوت مختف وراء الصخور...
انطلق الكمين المختفي وراء المدينة واقتحمها وضربها بالسيف وإذ أشعلها بالنار وصعد الدخان نحو السماء خرج الكمين الآخر فسقط من بنيامين 25 ألفًا من مخترطي الحرب منهم 18000 قتلوا في الحرب، 5000 في الطرق، 2000 عند صخرة رمون (صخرة الرمان) فيكون المجموع 25000، وبشيء من التدقيق 25100 نسمة [35]، وقد هرب 600 رجلًا إلى صخرة رمون ليقيموا هناك 4 أشهر [47]، ربما تركهم الإسرائيليون استهانة بعددهم. أما بقية رجال حرب بنيامين الذين كانوا يبلغون 26700 نسمة، أي ألف نسمة فغالبًا ما قتلوا في اليومين الأولين حينما غلب بنيامين إسرائيل.
على أي الأحوال خسر إسرائيل في اليومين الأولين حوالي 40 ألفًا وفي اليوم الثالث ثلاثين رجلًا، وخسر بنيامين كل رجاله أما مقتولين أو هاربين... هذه هي ثمرة الخطية والفساد.