رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
باسل عادل أنت لست رئيساً ثورياً الثورة خيوط الفجر تتجمع لتصنع نوراً يقهر الظلام ويبدده، الثورة خلاصة الغضب، الثورة انفجار مجموعة كبيرة من اللاءات تصنع معاً كبريات آيات الرفض والإبادة، الثورة وحدة الأه وتآلف الألم، الثورة غضبة ونفرة ووحدة، الثورة نقاء وطهر جماعى، الثورة أذان الفجر فى ليل بهيم، صلاة عشق وترانيم حياة، الثورة تحالف همم وتكاتف سواعد، الثورة شيخ وقسيس، الثورة رجل وامرأة، الثورة إلهام وإبداع وتغيير فورى، الثورة إجماع، الثورة يصنعها من يفتدى بنفسه وحياته وطنه ليحقق عزة أبنائه وكرامتهم. تلك هى الثورة سيدى الرئيس، انظر وتدبر فى عمق الثورة وكاريزمتها، تفكر سيدى فى معانى الوحدة والإبهار والإجماع، و اعلم أن ما هو دون ذلك ليس من الثورة والثوار فى شىء، لقد تمخضت الثورة عن انتخابات كسيحة بسبب الفراغ الدستورى ووجود إعلان دستورى يحدد صلاحيات مشوهة للرئيس، ولقد قلنا فى وقتها إن انتخاب رئيس بلا دستور يصنع ديكتاتورا ويهدد كل المؤسسات والرئيس نفسه فى شرعيته، وتكلم الصندوق فكانت مخرجاته رئيسا منتخبا بأغلبية بسيطة، واحترمنا قواعد الديمقراطية وكلنا أمل فى التغيير، وانتظرنا الرئيس المنتخب أن يمد يديه للجميع فوجدناه لا يرى إلا جماعته ومناصريه فقط، سواء فى اختيارات الوزراء أو المحافظين أو حتى رؤساء الشركات الكبرى! كنا نتصور أن الرئيس المنتخب سيكون بشراً أخيراً نلمسه ويلمسنا، رئيسا يفى بوعوده الانتخابية ويكون حكماً عدلاً فى الخلافات السياسية، ولكن كان الانحياز الدائم للجماعة والمناصرين هو الأهم، تصورنا رئيساً ينهى عصوراً من الفشل الإدارى والفساد والمحسوبية ولكن وجدناه يشتكى لنا من الفساد فى خطاباته مع عجز عن حل تلك المسائل بل واتخاذها شماعة للأخطاء، تصورنا رئيساً لا تحدث فى حكمه حوادث فشل وإهمال وتتوقف حوادث الطرق بتطبيق القانون والرقابة ولكن وجدنا حوادث القطار تذهل القاصى والدانى! تصورنا رئيساً يحمى المتظاهرين ويتعاطى مع التجمعات الغاضبة بشكل مختلف، ولكن وجدناك ووزيرك امتدادا لمبارك والعادلى، فالخرطوش هو اللغة والاحتقان بين الداخلية والمتظاهرين على أشده وكأن الزمن توقف عند القهر والعنف. سيدى الرئيس لم ينتخبك ناخبوك ليصنعوا ديكتاتوراً على أعينهم، ويشق الصف الوطنى بقرارات أحادية فوقية استبدادية، رئيس يعتلى بقدمه جميع الصلاحيات والاستثناءات، من دسترة وتشريع ورقابة وتنفيذ، لم يتصور المصريون أن تكون رئيساً للجماعة دون مصر تحشد أعضاءها لتأييد قراراتك ضارباً عرض الحائط بمعارضيك الذين استخدمت بعضهم للوصول لهذا الحكم! نعم أنت رئيس منتخب بالفعل ولكنك لست رئيساً ثورياً بالقطع، فلم تقدمك الجماهير فى نشوة ونصر محتشدة بالكامل وراءك ولكنك لك معارضوك الذين يزدادون يوميا مع تردى الخدمات، قراراتك سيدى الرئيس ليست ثورية لأن شركاءك فى الميدان ومطلقى شرارة تلك الثورة كلهم مندهشون من تحولاتك وعدم وفائك بوعودك، الرئيس الثورى والقرارات الثورية تكون محل إجماع قاطع، وكيف تحصل على الإجماع وقد أقصيت القضاء تماما من المعادلة الوطنيه بتحصين التأسيسية ومجلس الشورى من أى طعون وهناك بالفعل طعون منظورة أمام القضاء غلت قراراتك يده عنها، بل وحصنت نفسك وكل قراراتك أيضاًً، قد نرى بعض القصور فى القضاء وقد يحتاج إلى إعادة ترتيب، ولكن بأيديهم وليس بيدك وحدك، قد نغضب من تحقيقات نيابة وأدلة ثبوت ساعدت فى تبرئة كل المتهمين بجرائم فى الثورة وقد نرى إقالة النائب العام مطلباً ثورياً ولكننا نختلف مع استخدام ذلك واستخدام الثورة ودم الشهداء للانقضاض على القضاء وتطويعه! سيدى الرئيس أدرك أخطاءك ولا تنتشى بهدنة مؤقتة فى فلسطين، ولا يخدعنك حليف أمريكى مزيف يساندك لتحقيق أغراضه ومصالحه ومصالح جارتنا العدوة، واعلم أن هذا الحليف سيدير لك ظهره فوراً حينما يقول الشعب كلمه أخرى قد تكون قريبة. الوطن |
|