في الخميس الكبير نحتفل بالأسرار المقدسة ونشترك في الدعوة السماوية، لنأخذ مؤونة الخلود، مكملين ركض السباق الروحي... نلبس ثوب العُرس الذي للإيمان٬ ونتقدم كمحتاجين إلى هذا العشاء السري، حيث المسيح محب البشر يخدمنا ويُضايفنا... فالعِجل المسمن قد ذُبِح، حمل الله الذي يحمل خطية العالم، الآب يفرح والابن يقدم نفسه ذبيحة بإرادته الذاتية وسلطانه وحده، مؤكدًا على آلامه الخلاصية الطواعية.
فلنترك عنا الجهالات لنحيا ونسير في طريق الفَهم، لأن الحكمة قد بَنَتْ بيتها، ونَحَتَتْ أعمدتها السبعة، ذَبَحَت ذبحها... مزجت خمرها، ورتبت مائدتها، كي نشترك في مسرّتها ووليمتها الحاضرة الوفيرة المقدسة السرية المثمرة اللذيذة٬ التي تم إعدادها والموضوعة أمامنا والمعطية حياة.