v كان أنبا موسى الأسود، الذي كان يسكن في "بترا" (أي الصخرة)، يصارع مرةً مع تجربة الزنا، ولم يستطع أن يحتمل البقاء في قلايته، ذهب وأخبر أنبا إيسيذورس بذلك، فعزَّاه بكلام الكتب المقدسة، ثم حثّه على الرجوع إلى قلايته. لكنه لم يقتنع وقال: ”لا يمكنني يا أبي أن أحتمل ذلك“.
فأخذه الأب إيسيذورس إلى سطح قلايته، وقال له: ”اُنظر إلى الغرب“، ولما نظر رأى جموعًا من الشياطين بهيئةٍ مرعبةٍ وهم مهيَّأون للحرب. ثم قال له: ”اُنظر إلى الشرق“، فنظر ورأى جموعًا لا تُحصَى من الملائكة في مجدٍ ونورٍ ببهاءٍ عظيم.
ثم قال له أنبا إيسيذورس: ”هؤلاء الذين من ناحية الغرب هم الذين يحاربون القديسين، والذين رأيتهم ناحية الشرق هم الذين يُرسلهم الله لمعونة القديسين، فاعلم إذن أن الذين معنا أكثر من الذين علينا كما قال أليشع النبي" [16].
فتعزّى أنبا موسى بالرب، وعاد إلى قلايته متشجِّعًا بلا خوفٍ وممجِّدًا لله.