تكوين 49 و خروج 1
بدأ إسرائيل يتحول إلى أمة داخل أمة وكانت النتيجة أن القادة المصريين اختشوا من بني إسرائيل (خروج 12:1)، وتعبر كلمة "اختشوا" عن مزيج من الكراهية والخوف.
ثم قام ملك جديد على مصر لم يكن يعرف يوسف (8:1). فأصدر قرارا يبدو بحسب النظرة البشرية أنه في منتهى الحكمة، إذ قال لمشيريه: هوذا بنو إسرائيل شعب أكثر وأعظم منا. هلم نحتال لهم لئلا ينموا فيكون إذا حدثت حرب أنهم ينضمون إلى أعدائنا ويحاربوننا ويصعدون من الأرض ... ولكن بحسبما أذلوهم هكذا نموا وامتدوا (9:1-10،12). ولهذا السبب أقامت السلطات المصرية رؤساء قساة على العبيد العبرانيين فأذلوهم بلا رحمة.
وقد استخدمت كل الشرور الممكنة لمضايقة العبيد: غضب فرعون، ورؤساء تسخير قساة، وأثقال وتعذيب. ثم جاء الرعب الأبشع من كل ذلك، وهو المرسوم الذي أصدره فرعون بقتل كل مولود ذكر. ولكن لولا هذا المرسوم لما أُنقذ موسى من الماء بواسطة ابنة فرعون.
إن الرب القدير الكلي الحكمة يستخدم ظروفنا الحالية من أجل إعلان محبته المنقذة. فنحن نعلم أن ديان كل الأرض لا بد وأن يصنع عدلا (تكوين 25:18). فأبناء الإيمان يعلمون أنه يوجد شخص وراء الستار لا يراه العالم ولا ينظره، وهم يثقون تماما في حكمة ومحبة خالقهم ومخلصهم.
إن إيماننا لا يستند على رمال الأحوال البشرية المتحركة والمؤثرات الأرضية المتغيرة، ولكن على صخرة كلمة الله الراسخة والأبدية.
ربما يقول أعظم الملوك: هلم نحتال لهم لئلا ينموا ... ويحاربوننا (خروج 10:1). لقد استطاع فرعون أن يدرك أن الشعب الإسرائيلي في نمو متزايد وأنه قد أصبح قادرا على الهروب من الأرض. ولكنه في جهالةٍ تصوَّرَ أنه قادر على وقف نمو عبيده. لم يكن يعرف أن الله قد قال: أنهم سيكونون كنجوم السماء وكالرمل الذي على شاطئ البحر (تكوين 17:22).
شكرا للرب، فإن أبناء الإيمان يقدرون أن يقولوا بكل ثقة: ونحن غير ناظرين إلى الأشياء التي تُرى بل إلى التي لا تُرى لأن التي تُرى وقتية وأما التي لا ترى فأبدية (2 كورنثوس 18:4).
إعلان عن المسيح:
كالمسيا الذي يأتي من سبط يهوذا.
لا يزول قضيب (حق السيادة) من يهوذا حتى يأتي شيلون (صانع السلام) (تكوين 10:49؛ قارن مع لوقا 33:3).
إن يسوع هو ملك السلام الذي قال، وأنا أريحكم (متى 28:11).