![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() قوّة الله لا تفعل في الإنسان من غير مساهمة الإنسان نفسه. لا نتصوّرن أنّ الخوف من الموت يزول فينا آلياً. لا بد من التعب في حفظ الوصيّة. لا بد من غصب النفس عليها. لا بد من الجهاد الداخلي من أجلها. نساهم في الحياة الجديدة بما أُوتينا. لكنّ هذه المبادرات كلّها لا يأتيها صاحبها إلاّ إذا كان راغباً جدِّياً في الحياة الجديدة، طالباً الحقّ بشغف ولو كلّفه الأمر غالياً. طبعاً مهما فعل الإنسان لا يمكنه أن يبلغ الحياة الجديدة. هذه تُعطى له من فوق لأنّه يريدها ويطلبها. ومهما فعل ليس دليل بشري يمكن أن يقنعه بصدقية الحياة الجديدة. النعمة هي التي تقنعه متى حلّت فيه. بشرياً لا شيء تَقْبَله إلاّ إذا كنتَ مقتنعاً به. إلهياً تبدي استعداداً عميقاً للقبول بما يُعرض عليك، إذا ثبت لديك أنّه حقّ، فيأتيك الإثبات من ذاته من حيث لا تدري. إذ ذاك تصير مؤمناً. الله يعطيك أن تصير مؤمناً. قبل ذلك تنتظر، بصدق، كشفاً. تنتظر ولا تملّ من الانتظار فيأتيك الإيمان وتأتيك النعمة ولا تعرف كيف ولا متى. تصارع نفسك! والله، علاّم القلوب، لا ينساك، لكنّه لا يأتيك إلاّ متى تهيأت. حَسْبُك أن تعرف أنّك إن أحببت الحقّ أحبّك الحقّ، أي يسوع، وكشف لك ذاته حياة جديدة. الباقي تفصيل، وحده العليّ عارف به. هذا ما يجعلك في قلب القيامة. هذا الكلام لي ولك وللجميع. ليس لفئة دون سواها. كلّنا معطى القيامة إذا ما رغب فيها. القيامة لكل الناس إذا ما أرادوا. الحياة الجديدة ممدودة للجميع. لذا قال الذهبي الفم في خطبة الفصح: "المملكة العامة قد ظهرت... لا يخافن أحد من الموت لأنّ موت المخلّص قد حرّرنا. فإنّه أخمده لما ضُبط فيه... قام المسيح واستقرّت الحياة. قام المسيح وليس ميت في القبر لأنّ المسيح بقيامته من الأموات قد صار مقدمة الراقدين. فله المجد والعزّة إلى دهر الداهرين، آمين" |
![]() |
|