![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() وَفِي ذَاتِ يَوْمٍ عَبَرَ أليشع إِلَى شُونَمَ. وَكَانَتْ هُنَاكَ امْرَأَةٌ عَظِيمَةٌ، فَأَمْسَكَتْهُ لِيَأْكُلَ خُبْزًا. وَكَانَ كُلَّمَا عَبَرَ يَمِيلُ إِلَى هُنَاكَ لِيَأْكُلَ خُبْزًا. [8] شونم: كانت من نصيب سبط يسَّاكر (يش 18:19)، وهي سولم على جانب جبل الدوحي الجنوبي الغربي، على بعد ثلاثة أميال من يزرعيل. حلَّ الفلسطينيون فيها قبل معركة جلبوع العظيمة، وكانت مسكن أبيشج (1 مل 3:1). كان أليشع النبي يمر على شونم كثيرًا، لأنها على الطريق من الكرمل إلى مدن الجليل ومدارس الأنبياء في الجلجال وبيت إيل وغيرها. امرأة عظيمة": واضح مما ورد عنها أنها كانت غنية أو زوجة رجل غني بجانب أنه يبدو عليها أنها مُتقدِّمة على رجلها في حياة التقوى والذكاء، كما كانت كريمة وغيورة. حتى في وسط الأيام القاسية بسبب الانحلال والفساد وعبادة الأوثان، وُجدَ أُناس أتقياء عظماء في حياتهم الداخلية. إذ ترك أليشع النبي ممتلكاته، واختار بإرادته الفقر، حيث وجد في الرب إلهه كنزه وغناه وشبعه وسلامه، كان يحمل هذا الغنى الفائق في أعماقه أينما حلَّ. فلم يكن يشعر بالعوز، وإنما كان يفيض بالغنى على من يلتقي بهم، كما حدث مع المرأة الشونمية. هذا ما دفع القديس مار يعقوب السروجي إلى افتتاح ميمره عن "أليشع النبي والشونمية" بعمل مقارنة بين الغِنَى الداخلي والغِنَى الخارجي: أ. يُمَثِّل الغِنَى الخارجي ثقلاً على الإنسان، فإنه يبحث عن موضع آمن لحفظه، إذ يخشى سرقته أو اغتصابه، أما الغِنَى الداخلي بالله الساكن في الإنسان، فيهب حياة سعيدة آمنة! ب. ينصب الغِنَى الخارجي فخاخًا لصاحبه قد تؤدي إلى هلاكه، أما الغِنَى الداخلي فيدخل بصاحبه إلى الحياة المُطوَّبة! ج. الغِنَى الخارجي يُشبِه قيدًا يربط صاحبه به، فيفقده حريته، أما الغِنَى الداخلي ففي كمال الحرية يحمله صاحبه أينما ذهب! v غِنَى العالم يُحمّل من يقتنيه ثقلاً، بك يا رب أَغتني، لأن غناك حياة لمن يحبك. كل مُقتنَى يقتنيه المرء خارجًا عنك هو فخ عظيم، يخنق من يقتنيه. ربي نقتنيك، لأنك الغِنَى الذي لا يُسلَبْ، وغناك يُكسب الحياة، والتطويب لمن يتعلق. إذ يتغير الغنى ويعبر عن قانيه، فلماذا يفرح به، لأنه قد ركب العجلة وغيَّر المكان؟ هذا هو الغنى عندما يغتني الإنسان من داخله، وكل غناه يسير معه حيثما سار. عبيد الرب كانوا أغنياء في الرب فقط، وكانوا فقراء في كل ما وُجد في العالم. كانوا فقراء في مقتنيات الوقت القصير، لكنهم كانوا أغنياء في الله وفي مواهبه. هذا هو الغِنَى: غنى كل يوم لمن يعرفه، الغنى الذي يثبت بدون تغيير لدى مقتنيه. من أجل هذا اقتناه الأبرار عوض كل شيءٍ، لأن منه ينبع كل غنى بدون تغيير. القديس مار يعقوب السروجي لقد طلب السيد المسيح من التلاميذ عند دخولهم أية مدينة أن يقيموا في بيت من هو مستحق لذلك بحياته التقوية المقدسة في الرب. v مال إلى بيت الشونمية المملوءة بالتمييز، لأنها استحقت أن تستقبله بحبٍ إيمانٍها. كان يتقيد بوصية ربنا الجديدة منذ بداية سيرته حسب (العهد) القديم. أمر ربنا الرسلَ عندما يدخلون إلى المدن أن يسألوا: من يستحق (ليقيموا عنده). وبما أن روح الأولين والآخِرِين واحد، فبه كان يتصرف أليشع باستنارة. رأى أن الشونمية كانت مستحقة ليُقِيم عندها، وكان يزورها دائمًا حين يَعبُرُ. أنت تفهم أنها كانت تستحقه بفضل تمييزها، وكلامها مع رَجلها بخصوص أليشع. قالت الذكية لرجلها بخصوص أليشع: أنا أعرف أن نبي الرب قديس. لم تكن تستقبله بدون تمييز، لكن بحركات الإيمان المملوء حبًا. ولهذا قالت: أعرف أنه قديس، فتجلى جمال إيمانها وتميَّز. القديس مار يعقوب السروجي v قال أبّا بيمين: "ذهبتُ يومًا ما إلى أنبا آمون، وطلبتُ منه قولاً لمنفعتي، فقال لي: عمل الخير وحده هو الذي ينجِّي من جهنم، فالخير يمنع ذهاب الإنسان إلى الهلاك. اُنظر إلى طابيثا، كيف أنّ فضيلتها أقامتها بعد الموت (أع 9: 36-42). وها هي امرأة عملت عملاً صالحًا مع أليشع النبي، فأقام ابنها حيًّا من الموت (2 مل 4). اُنظر إلى الملك حزقيا كيف أنه بسبب برِّه وحُسن أعماله منحه الرب 15 سنة إضافية على عمره (2 مل 20: 1-11)." v قال أخٌ لأبّا كرونيوس: "قُل لي كلمة". فقال له: "عندما ذهب أليشع النبي إلى المرأة الشونمية وجد أنها ليس لها تعهُّد بشري مع إنسان، وأنها أكرمته جدًا كنبي. وهكذا حبلت وولدت طفلاً في أيام ذهاب أليشع إليها (2 مل 4)." فقال له الأخ: "ماذا يعني ذلك؟" فقال له الشيخ: "تُشبَّه المرأة بالنفس وأليشع النبي بروح الله، فإذا كانت النفس متيقِّظة وبعيدة عن كل تشتُّت وتنبذ مشيئتها، حينئذٍ يسود عليها روح الله، ويمكنها أن تُثمر حتى ولو كانت عاقرًا، لأنها حرّة أن تفعل ذلك. فردوس الآباء |
![]() |
|