ذكرى للموت
في الوقت الذي انهمكنا فيه ...بكل الوان الحياة من عمل وتعلم وتربية ومحاولات للفهم...لاندري لماذا لانفهم اصول اللعبة الا بعد انقضائها...وذلك يحزننا جدا...نحن لانفهم الاشياء الا بعد ان لاتعد تمثل لنا شيئا...ولانعرف الاشخاص الا بعد رحيلهم جسديا او مكانيا عنا...نحن لا نستشعر السعادة في ايامنا الا حين تتحول الى ذكرى...وتظل الذكرى جميلة ومكتنزة بالحزن معا....جميلة جدا لانها ترينا انفسنا بكل سذاجاتنا وبرائتنا وطفولتنا في كلامنا وسلوكنا ...كذلك ترينا تلك الامور من قبل الاخرين تجاهنا...ومكتنزة تلك الذكريات بالحزن ايضا...كونها لن تتكرر او تعود و لاننا لم ندركها ونعرف قيمتها الا بعد فوات الاوان...مسكين من لم يمتلك ذكريات...والله يكون بعون من يملك ذكريات...لكن ماهي الذكرى؟...اليست هي( الان) الذي سيمضي بعد فترة ويصبح ذكرى بعد حين؟
نحن الان نصنع ذكرياتنا القادمة....والامر عائد لنا ...في ان نختلق ذكريات محزنة او مفرحة...فنحن فقط من نمتلك القلم الذي سيدون الاحداث على ورقة الذكرى الفارغة حاليا...وفي كل الاحوال نحن سنكون اما فاعلين بأن نكون نحن المبادرين بالفعل والكلمة والسلوك...اونكون نحن المنفعلين بالسلوك او الكلمة التي تصدر من الاخرين نحونا...او لربما نكون نحن فعالين ومنفعلين في آن واحد....لايهم ما يقوله الاخر...او مايفعله...ما يهم فعلا هو قولنا نحن وفعلنا نحن ...سواءا كفعل مبادرة منا او كرد فعل على فعل الاخرين نحونا...ما يهمنا فعلا...ليس فعلنا وكلامنا بذاته...انما نوع فعلنا وكلامنا في كلتا الحالتين...كيف نستطيع ان نجعل كل فعلنا وكلامنا مفرحا سواءا كفعل او كردفعل؟....هكذا نستطيع فعلا ان نجعل كل ذكرياتنا مفرحة مهما كان الاخر قاسياوظالما...ومهما كنا مساكين ومظلومين...هكذا نرسم للحاضر ابتسامة عريضة تتحول الى فرح لحظة انزلاق الحاضر نحو الماضي...سيكون حاضرنا مبتسما...وماضينا مفرحا...اماالمستقبل فما هو الا تكرار رائع ..وفرص جديدة تمنحنا املا...دائما أن بأمكاننا ان نبتسم في وجه المجرمين...ونشعر بالفرح ونحن على مشارف الموت.
22 - 11 - 2012, 12:24 PM
رد: ذكرى للموت
العرض العادي
