منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 15 - 04 - 2025, 07:05 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,317,127

إذ رأى أليشع سيده منطلقًا في مركبة نارية نحو السماء


فَقَالَ: صَعَّبْتَ السُّؤَالَ.
فَإِنْ رَأَيْتَنِي أُوخَذُ مِنْكَ، يَكُونُ لَكَ كَذَلِكَ،
وَإِلاَّ فَلاَ يَكُونُ. [10]
شعر أليشع بصعوبة الخدمة الملقاة على عاتقه، فطلب نصيبين من روح أبيه الروحي. وشعر إيليا بصعوبة السؤال، لأنه ليس من حقه اختيار من يخلفه، بل من حق الله وحده.
جاءت إجابة إيليا: إن الأمر ليس في يدي، بل في يد إلهنا. إن وهبك أن تراني عند مفارقتي لك يكون ذلك لك. وكأنه يقول له: "لتكن لا إرادتي، بل إرادة أبينا الذي في السماوات!"
كان صعود إيليا النبي مَخفيًّا عن الأعيُن الجسدية، وذلك كما كانت الخيل والمركبات النارية مَخْفِيَّة عن عيني غلام أليشع في دوثان (2 مل 6: 13-17). وإذ رآه أليشع عرف إيليا النبي أن الله قد وهبه قوة النظر في الروحيات ليرى ويفهم ما لا يستطيع غيره أن يراه أو يفهمه. بهذه العلاقة أدرك إيليا النبي أن تلميذه قد تعيَّن من قبل الله ليكون رئيسًا للأنبياء، ومتحدثًا في الأمور الإلهية مع الناس.
إذ رأى أليشع سيده منطلقًا في مركبة نارية نحو السماء، صار هذا المنظر مطبوعًا في قلبه وفي ذاكرته كل أيام حياته. به تقوَّى إيمانه ليقول في وقت الشدة: "الذين معنا أكثر من الذين معهم" (2 مل 6: 16). ربما قبل هذا المنظر كان أليشع متكلاً على رجل الله إيليا، أما بعد رؤيته هذا المنظر صار الله يحتل كل فكره، ويملأ كل قلبه وكيانه الداخلي.
كان ظهور المركبة النارية التي تحمل إيليا لا يراها الإنسان بعينيه الجسديتين ما لم يفتح الرب عيني الإنسان بنعمته الإلهية. فجيحزي لم يرَ المركبات والخيل النارية التي تحيط بالجبل إلا بعد أن طلب أليشع من الله أن يفتح عينيه (2 مل 6: 17). هكذا أدرك إيليا أنه إن رأى أليشع المركبات يكون قد نال من الله قوة النظر في الروحيات، وأنه قد تعيَّن من الله ليكون خليفة له كرئيس للأنبياء.
يرى القدِّيس يوحنا الذهبيّ الفم أنه لا يمكن للإنسان أن يتمتع بنعمة إلهية ما لم يكن مشتاقًا ومترقبًا ذلك. فما كان يمكن لأليشع أن ينال نعمة مضاعفة ما لم يترقب ليرى إيليا صاعدًا، ولهذا السبب وعد الرب تلاميذه بنوالهم قوة من الأعالي بحلول الروح عليهم دون أن يحدد لهم اليوم، حتى يترقبوا وينظروا.
v شطر النهرَ وعبر البهي مع تلميذه، وكشف له كلمته بمحبةٍ، وقال له:
الآن اطلب مني، ماذا أصنع لك قبل أن أصعد؟ اسأل، فأعطيك ما تشاءه مادمتُ معك.
سأل التلميذ محب الحياة والمملوء تطويبات من مُعلِّمه كنزًا كاملاً بقلبٍ صالحٍ.
رأى أنه فتح له بابًا ليأخذ كما يشاء، ومثل حكيم سأل منه كنزًا عظيمًا.
نظر إلى معلمه الذي يقدر أن يعطي كل المطالب، فطلب وأكثر، لأنه وثق بأنه لن يردَّه.
قال له: سيدي، ليحل عليّ اثنان من روحك، وإذ بالغ قال: بالغتَ، دون أن يحرمه.
إن رأيتني عندما أفارقك سيكون لك هكذا، وإن لم تشاهدني لن يكون لك.
وضع الإرادة في يدي الرب، كما قال الابن للآب: لا تكن إرادتي بل إرادتك.
القديس مار يعقوب السروجي
v الملائكة التي حملت إيليا إلى السماء، حرست أليشع على الأرض. أي عجب إن كانت الملائكة التي انطلقت بالسيد، تحمي التلميذ؟
يليق بنا أن نلاحظ أن الإكرام الذي أظهروه للأب أعلنوه أيضًا للابن، فإنه هو الابن الروحي لإيليا، وارث قداسته!
ما يبرر دعوة أليشع الابن الروحي لإيليا أنه وهو صاعد إلى السماء ترك إيليا نصيب اثنين من نعمته له. فعندما أُعطي لأليشع الحق أن يسأل ما يريده قبل أن يُؤخذ إيليا منه، سأل أن يكون له نصيبان من روح إيليا. عندئذ قال إيليا "صعَّبت السؤال، لكن سيتحقق ذلك لك".
يا له من ميراث ثمين حيث يكون الميراث المتروك أكثر مما يملكه، وأن الذي يرث ينال أكثر مما يملكه المُعطي!
واضح أنه ميراث ثمين حيث هو مضاعف كما بفائدة، أهل للتقدير عندما يتحول من الأب إلى الابن. ترك إيليا نصيبين لأليشع، مع أنه هو نفسه له نصيب واحد من القداسة. إنه بطريقة عجيبة ترك إيليا نعمة أعظم على الأرض عما حملها معه إلى السماء.
الأب مكسيموس أسقف تورين
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
من يحب السلام، فليتطلع إلي سيده كرجاء الحياة
السلام لك يا مريم نعمة أليشع
اطلب منك فقط السلام يا سيده السلام 🙏❤
اطلب منك فقط السلام يا ملكه يا سيده السلام
ألعاب نارية تُضيء السماء


الساعة الآن 11:06 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025