يرى القديس أغسطينوس أنه إذ طلب أليشع الضعف من روح إيليا، إنما يقصد به روح الله العامل فيه، الذي يليق بنا أن نطلب عمله المتزايد فينا. أما من لم يتمتع بعد بعمل الروح فيه، فيطلب أن يعمل الروح فيه. v الوعد (الخاص بالنمو في عمل الروح) ليس باطلاً، سواء بالنسبة للذي لم يقتنِ (الروح القدس) أو ذاك الذي يقتنيه. فمن لم يتمتع بعطية الروح يُقدم له الروح ليقتنيه، ومن اقتنى الروح يتمتع به بفيضٍ. فلو أن (الروح) غير مُقتنى بقياس أقل لدى البعض عن الآخرين، ما كان القدِّيس أليشع يقول للقديس إيليا: [ليكن لي نصيب اثنين من الروح الذي فيك فيَّ] [راجع 2 مل 9]. ولكن عندما قال يوحنا المعمدان: "لأنه ليس بكيلٍ يعطي الله الروح" (يو 3: 34)، كان يتحدث على وجه الخصوص عن ابن الله الذي لم ينل الروح بقياس، لأن الروح يسكن فيه بكل كمال اللاهوت. v ذاك الذي هو حاضر في كل مكان لا يسكن في الجميع، ولا يسكن بدرجة متساوية في أولئك الذين يسكن فيهم. وإلا فما هو معنى الطلب الذي سأله أليشع أن يكون له نصيب اثنين من روح الله الذي في إيليا؟ وكيف يوجد بين القديسين البعض أكثر قداسة من الآخرين، سوى أن لهم فيض أكثر من سكنى الله؟ يلزم أن نلاحظ بدقة أن ما نقوله أنه حاضر بالكامل في كل مكان، أنه حاضر في ذاته، لا في الأشياء التي لها إمكانية أعظم لحضوره، وآخرون إمكانية أقل.