
12 - 04 - 2025, 04:00 PM
|
 |
† Admin Woman †
|
|
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 1,314,195
|
|
في مسيرة حياتنا مع الله كثيرًا ما ننظر إلى ظلمتنا وقباحتنا وهذا ما اعتدنا عيشه دومًا دون أنْ ننظر إلى نعمة الله ورحمته في داخلنا التي تحوِّلنا إلى جوهره رغم كلِّ الجراح والضعف الذي يتربص بنا. فالنظر فقط إلى تعاستنا الشخصيَّة والتمعُّن بها يكون غالبًا حجر عثرة في حياتنا اليوميَّة. لذا يكفي أن ننظر إلى رحمة الله عندما نذهب إلى كرسيّ الإعتراف دون أنْ نكون مرغمين على ذلك أو يدفعنا إليه واجب الجماعة، بل فلنتقدّم منه واثقين بأنّنا ذاهبون إلى المكان الذي فيه تتجلّى رحمة الله غير المتناهية وغفرانه غير المنظور.
يكمن الخطر عندما نقول في قرارة نفوسنا: أنَّ الله قد ضجر وملَّ أو تعب منّا فهذا نوع من التجديف. لأنّه إذا كنّا نملّ من رؤية قباحتنا فإنَّ الله لا يتعبُ ولا يملُّ مِن مسامحَته لنا إنَّهُ الإله المُحبُّ وكثير الأناة الذي يتأثر لحالتنا التعيسة. لقد ردّدت العذراء في إحدى رسائلها قائلة: "إنَّ النفس التي تحيا حياة الخوف والحذر تنغلق على ضعفها". ويردّد القدّيس يوحنّا: "لا خوف في المحبَّة بل المحبَّة الكاملة تنفي عنها الخوف لأنَّ الخوف يعني العقاب ومن يخفْ لم يكنْ كاملا ً في المحبّة" (1يو4 /18).
لذا علينا قبل كلِّ شيء أنْ نتسلّح باليقين بأنَّ رغبة الله القصوى هي بأنْ يغفر لنا دومًا. وفي هذا الصدّد يقول القدّيس خوري أرس: "إنَّ خطايانا ما هي إلاّ حبّات رملٍ تجاه مراحم الله التي هي كالجبال العالية". كُلُّ ذلك يدعونا إلى أن نغوصَ في بحرِ التواضع أكثر فأكثر حيث تتضاعفُ ثقتنا بالله وندع رحمته تحتلّ أرجاء نفوسنا. فالتجربة فرصة لنا للتغلّب والإنتصار حتى أنَّ السقوط ذاته يضحي قوَّةً للنفس. إنَّ الله لهو قادرٌ أنْ يُحوِّل الشَّرَّ إلى خيرٍ فيصبح الصَّليب والخطيئة درجة ً في سلّم صعودنا نحو عالم القيامة.
|