
12 - 04 - 2025, 03:47 PM
|
 |
† Admin Woman †
|
|
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 1,314,195
|
|
أطلقت الجموع على يسوع لقب: "ملك إسرائيل" الذي جاء بشخصه يُتمِّمُ الوعود الإلهيَّة لشعبه. غير أنَّ يسوع لم يأتِ لكي يُحقّق هذا الإنتصار بسلطة السِّلاح أو القوى البشريَّة كما ظنّ بيلاطس وأعيان اليهود. يشير هذا الدّخول إلى أنَّ يسوع أتى لِيَتِمَّ انتصارَهُ على العدوّ، إنّه سقوط مملكة إبليس واندحار الخوف. لقد جاء حاملاً معه سلام الأزمنة المسيحيَّة: "لا تخافي يا بنت صهيون هوذا ملكك". ولكنّه لم يركب على فرس على غرار المُلوك في العهد القديم بل على جحش ابن آتان. لقد استشاط غيظ رؤساء الكهنة أمام حماس الجموع التي سارت وراءه بعد أن شاهدت آية قيامة لعازر من الموت.
إنَّ يسوع هو الذي يأخذ دومًا على عاتقه زمام المبادرة عندما يرسل بنفسه من يأتيه بجحش ابن آتان. أراد أن يدخل أورشليم بشكلٍ رمزيّ ليتمّ ما نقرأه في نبُوءة زكريا: "لا تخافي يا ابنة صهيون هوذا ملكك يأتي راكبًا على جحش ابن آتان" (زك 9 /9). وفي هذا يضحي يسوع متمِّمًا كلّ النبوءات والكتب المقدّسة.
إنَّ الجماعات المسيحيَّة الأولى التي أعلنت بعد الفصح أنَّ يسوع هو ملك إسرائيل أدركت أنَّ دخوله إلى أورشليم ليس إلّا علامة كشف فيها يسوع على أنَّه الملك المنتصر الذي جاء يحمل الخلاص المسيحانيّ لأورشليم. من خلال هذا المشهد تعرّفت الجماعة المسيحيَّة الأولى إلى ربِّها الذي هيّأ دخوله إلى أورشليم ونظـَّمه بالتّفصيل كملك متواضع ووريث لمملكة داود.
وإنّ تصريح الكتبة والفريسيِّين الذين كانوا يردّدون: "أنظروا أنكم لا تنفعون شيئاً! ها هو العالم قد ذهب وراءَه". إنها نبوءة من إيحاء الرُّوح القدس غير مقصودة وهي تعني أنّ بُشرى الخلاص هذه سوف يحملها يسوع إلى أقاصي الأرض. وحضور اليونانيِّين إلى أورشليم الذين كانوا يطلبون: "نريد أن نرى يسوع" هو دليل ساطع على أنَّ بشارة يسوع قد بدأت تعمُّ كُلَّ العالمِ اليهوديِّ والوثنيِّ لتصل حتى أقاصي الأرض.
|