* لا نستطيع أن ننكر هذا، فإن الرب قال عنه: "إن لي أمورًا كثيرة أيضًا لأقول لكم، ولكن لا تستطيعون أن تحتملوا الآن، وأما متى جاء ذاك، روح الحق، فهو يرشدكم إلى جميع الحق" (يو 16: 12-13). ويقول عنه داود: "روحك الصالح يهديني في أرض مستوية" (مز 143: 10).
انظروا ماذا نطق صوت الرب عن الروح القدس. جاء ابن الله، وإذ لم يكن قد أرسل الروح أعلن أننا كنا نعيش مثل أطفالٍ صغارٍ بدون الروح. قال إن الروح القدس يأتي، هذا الذي يجعل هؤلاء الأطفال الصغار رجالًا أكثر قوة، وذلك بنموهم أي في العمر الروحي. وقد أوضح ذلك لا ليجعل قوة الروح في المركز الأول، وإنما ليظهر أن كمال القوة يتحقق بمعرفة الثالوث القدوس.
* ما هو الروح القدس إلا كمال الصلاح؟ هذا الذي وإن كان لا يمكن نوال طبيعته، وإنما يمكننا نوال صلاحه، يملأ كل شيءٍ بسلطانه، إنما فقط يتمتع الأبرار بالشركة فيه، وهو بسيط في جوهره، غني في فضائله، حاضر بالنسبة لكل أحدٍ، يقسم مما له لكل واحدٍ، وهو بكامله في كل موضع.
القديس أمبروسيوس