انقسم رأي الآباء وعلماء الكتاب المقدس حول المناسبة التي ذهب فيها يسوع إلى أورشليم. حيث يتوجب على اليهود الذهاب إلى أورشليم في أي من الثلاث أعياد التالية: عيد الفصح، عيد المظال، وعيد الخمسين. البعض يرى أن المقصود بـ “عِيدٌ لِلْيَهُودِ” هو عيد الخمسين مثل القديس كيرلس الكبير[1] والقديس يوحنا ذهبي الفم[2]، والبعض الآخر يرى أن “العيد” هو عيد الفصح.[3] وكونه هو عيد الخمسين يتماشى مع ذكر ناموس موسى في حوار المسيح مع اليهود، حيث أن عيد الخمسين هو المناسبة التي يتم فيها إحياء ذكرى استلام موسى النبي للناموس، قائلا: “لأَنّكُمْ لَوْ كُنْتُمْ تُصَدِّقُونَ مُوسَى لَكُنْتُمْ تُصَدِّقُونَنِي لأَنّهُ هُوَ كَتَبَ عَنّي” (يو 5: 46). أيضا هناك دليل آخر على كونه عيد الخمسين والذي هو ذكر المسيح للحصاد في حادثة لقائه مع السامرية في الإصحاح السابق.
انقسم أيضا العلماء حول الاسم الحقيقي للبركة، ولكن الرأي السائد هو أنها تدعى “بيت حسدا” وهو اسم آرامي يعني “بيت الرحمة”،[4] في إشارة لأعمال الشفاء الإلهية التي كانت تتم هناك. حاول البعض التشكيك في تاريخية وجود بركة بيت حسدا، ولكن تأكد وجودها بعد الاستكشافات التي تمت في القرن العشرون. حيث وجدت في أورشليم بملكية الآباء البيض قرب كنيسة القديسة حنة. وهي بركة ذات شكل رباعي الأضلاع (شبه منحرف)، منقسمة من وسطها برواق (فتظهر وكأن لها عينين – وبالفعل وجد عنها مسمى “ذات العينين” في أحد حفريات وادي قمران[5])، ولها أربع أروقة من حولها، فيكون الإجمالي خمسة أروقة، وبها سلالم عند الأركان تستخدم في النزول إلى الماء.[6]
يذكر لنا القديس يوحنا أن من تجمعوا حول البركة هم “جُمْهُورٌ كَثِيرٌ مِنْ مَرْضَى وَعُمْيٍ وَعُرْجٍ وَعُسْمٍ” (يو 5: 3). والأعسم هو المشلول فاقد القدرة على الحركة. ويكون ذلك بديهياً أن هذه الأنواع من الأمراض هي ما تجعل من مهمة النزول للماء مهمة مستحيلة وعسيرة على صاحب المرض. فهي أمراض تحتاج إلى مساعدة من الأخرين: ” لَيْسَ لِي إِنْسَانٌ يُلْقِينِي فِي الْبِرْكَةِ” (يو 5: 7).
وكان غضب اليهود (أي الفريسيين) على حمل المخلع لسريره بسبب أنه بذلك قد خالف الوصية التاسعة والثلاثون من أحد أقسام المشناه (7: 2) حول حفظ السبت، والتي تمنع حمل أي شيء من مكان لأخر في السبوت، وأخرى تحظر صراحة حمل الأسرة الخاوية (مشناه 10: 5).