رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الطفل المفقود
ودع والدته بابتسامة مفعمة بالثقة، سنوات عمره التى لا تتجاوز الـ13 لم تنل من عزيمته، فوالده المتوفى منذ 7 أعوام جعله يتحمل مسئولية المنزل منذ صغره، فخرج إلى سوق العمل مبكراً رافضاً أن تقوم والدته بمسح السلالم أو الخدمة فى المنازل، يداه الصغيرتان ووجه البرىء جعل من حوله يتعاطفون مع موقفه الرجولى، فساعده أحد سكان جزيرة القرصاية بمنحه فرصة للعمل معه، فى حلقة لبيع السمك. أمين محمد عباس -13 عاماً- خرج ولم يعد، فالطفل اليتيم قرر الذهاب إلى مواقع الاشتباك ليستطلع الحدث «الواد أمين لما ضرب النار ابتدى الفجر جرى على هناك زى ما جرينا كلنا وفجأة محدش شافه» يقولها إسماعيل محمود، أحد أهالى الجزيرة، مؤكداً أن رهبة الحدث وحالة الهرج والمرج التى أحاطت بالمكان لم تمكنه من الاهتمام بأمين، «ضرب النار خلى كل واحد بيحاول ينفد بجلده، يا روح ما بعدك روح». أمين فى حضن أمه «أنا حاسة إن ابنى هيخش علىّ دلوقتى» تقولها والدة أمين بين دموعها الغزيرة، فرجل البيت وسندها فى الحياة لن تتمكن من العيش دونه. أهالى القرية يؤكدون أن «أمين» قُتل برصاص الجيش مع بقية المفقودين الثمانية. الوطن |
|