![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() هَؤُلاَءِ هُمُ الَّذِينَ عَبَرُوا الأُرْدُنَّ فِي الشَّهْرِ الأَوَّلِ، وَهُوَ مُمْتَلِئٌ إِلَى جَمِيعِ شُطُوطِهِ، وَهَزَمُوا كُلَّ أَهْلِ الأَوْدِيَةِ شَرْقًا وَغَرْبًا. [15] في الشهر الأول، أي في شهر نيسان، حيث يمتلئ نهر الأردن إلى جميع شواطئه (يش 3: 15). بالنسبة لأبطال بنيامين إخوة شاول، لم تعقهم عداوة شاول أخيهم عن الاعتراف بتمليك داود، ومساندته. وأما بالنسبة لجاد فكان العائق هو موقع إقامتهم شرقي الأردن كمن في حاجز عن الالتقاء بداود، ومع كون النهر قد امتلأت شواطئه بالمياه، عبروا النهر بيقين، لأن محبتهم العظيمة جذبتهم إليه. هنا مجموعة من الرجال أتوا إلى داود عائمين في الأردن في وقت الفيضان، وكانوا على وشك أن تثبط همتهم حينما جاء داود لمقابلتهم، ولم يكن يعلم إذا كانوا أصدقاء أم أعداء فقال لهم ما معناه "إذ كنتم قد أتيتم لضرري فسأُبيدكم" ولكنهم أجابوه "حاشا يا داود، نحن أتينا لنكون بجانبك". فقد أرادوا أن يحيوا لداود ويكونوا بجانبه ليساعدوه. كثيرون منا يريدون أن يكونوا في خدمة الرب، ولكنهم يظنون أنها مُجَرَّد مهمة لشغل الوقت، ولكن المهم هو هل نحن نريد أن نحيا للمسيح كما أراد هؤلاء الرجال أن يحيوا لداود؟ ويمكننا أن نرفع هذا التأمل أكثر. المسيح عبَّرنا نهر الأردن عندما متنا وقمنا معه في المعمودية المقدسة، كما باركنا بكل بركة روحية، فيجب علينا أن نخدمه ليس خدمة الشفتين أو تضييع الوقت، بل الخضوع الكامل لإرادته. لقد عبرنا الأردن ليس لخدمة داود بل لخدمة من هو أعظم من داود. بقوله: "وهزموا كل أهل الأودية شرقًا وغربًا" يكشف عن الآتي: 1. لقد انطلقوا من شرق الأردن ثم عبروا النهر بقوة وبسرعة، ثم عبروا في غرب الأردن حتى بلغوا إلى داود. رحلتهم هذه تُمَثِّل رحلة كل مؤمنٍ جاء يود أن يستقر في حضن ربِّ داود. يليق بالمؤمن أن يعيش كما على الجبال العالية، لا يطلب السفليات والأرضيات بل السماويات، ولا يستقر قلبه في الأودية، أي في الأمور السفلية الزائلة. إنه يحارب بالأمور الشرقية والغربية، أي الملذات الجسدية والضيقات. لا ينشغل قلبه بالملذَّات، ولا تُحَطِّمه المتاعب والضيقات. إنه يسلك في الطريق عابرًا على المباهج والمتاعب، مُنطلِقًا إلى العلويات. يقول المرتل: "الجبال العالية للوعول؛ الصخور ملجأ للوبار (نوع من الأرانب)" (مز 104: 18). v لاحظنا فعلاً وحقًا أن الوعول تُشِير إلى القديسين الذين جاءوا إلى هذا العالم لكي يبيدوا سُمَّ الحيَّة. لكن لنرى ما هي الجبال العالية التي تبدو محفوظة للوعول وحدها، والتي لا يُمكِن أن يتسلَّقها من لا يكون وعلاً. في اعتقادي الشخصي إنها معرفة الثالوث، هي التي تُدعَى بالجبال العالية، فما من أحدٍ يبلغ هذه المعرفة ما لم يكن وعلاً. v يسوع نفسه عندما تجلَّى لم يحدث هذا في السهل، إنما صعد على جبل، وهناك تجلَّى. لتفهموا من هذا أنه دائمًا يظهر على الجبال أو التلال، ليعلمكم أنتم أيضًا، فلا تبحثوا عنه في أي موضع، وإنما على جبال الشريعة والأنبياء. العلامة أوريجينوس |
![]() |
|