رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
اسم المقال : اسمها فلسطين يا مولانا
لا اتفق مع الغالبية الذين يرون أن ملف الصراع العربي الصهيوني هو ملف هامشي أو قد من المفترض أن يحذف من أجندة الأولويات الخاصة بمولانا الحاج الرئيس مرسي ، لانه و بمنتهى البساطة فان توازي الملف الخارجي و الداخلي هو من مهام الدول التي تبحث عن دور حقيقي و فاعل مع الوضع في الاعتبار أن استقرار و قوة الداخل ( اجتماعيا ) هي العامل الأهم في القدرة على السيطرة على الملف الخارجي ، و لتوضيح الصورة أكثر حول الرابط بين الداخل المصري و الوضع في قطاع غزة الفلسطيني بحيث يستطيع مولانا أن يفهم الوضع جيدا هو و سلاجقته الإخوان ، صار من المعروف التكتيك المتبع من قبل الصهاينة عند اللجوء إلى العمليات العسكرية واسعة النطاق و التي تلجأ إليها حكوماتهم في أوقات انحسار شعبيتها أو عند بزوغ حركة عسكرية قد تهدد صورتها أمام دول الجوار فتذهب إلى بث حالة من الرعب في قلوب دول النطاق و توسيع مدى حزامها الأمني الذي لا تسمح بالاقتراب منه بعد أن تحصل على تأييد من مجلس الأمن و دعم الولايات المتحدة و خو تماماً ما حدث في 11 ابريل 1996 فيما سمي بعملية عناقيد الغضب و لمدة 16 يوما كاملة قصف فيه العدو الجنوب اللبناني و معسكرات المقاومة (حزب الله و أمل ) و الأعماق المدنية بل و الامم المتحدة لتعميق اثر العملية في النفوس كما لوحظ أنه قام بنفس التكتيك السيكوسياسي عام 2008 داخل غزة فيما سمي بعملية الرصاص المصبوب عند هاتين العمليتين نتوقف لنرى أن الكيان الصهيوني في 1996 بدأ بممارسة ما يسمى بأسلوب " الضغط و المكافأة " ما يعني تحديد الراعي السياسي للمقاومة المسلحة ثم الضغط عليها بتعظيم حجم الخسائر في صفوف المقاومة لوجستيا و على مستوى الخسائر المدنية و الإنسانية مما يدفع الراعي السياسي بعد هذا الضغط زائد ضغوط الدول الراعية للكيان المحتل بأن يطلب من المقاومة أن تذهب لوقف إطلاق النار بل يبدأ في استجداء الإيقاف أو الهدنة من المجتمع الدولي و بهذا يحصل العدو على نتائجه المرجوة ( إرهاب دول الجوار ، الحاق خسائر بالمقاومة ، الحصول على حزام امني أوسع لحماية رعاياه ، دعم مالي و لوجستي من أصدقائه ، نقاط انتخابية ) و أخيرا يسمح بالمكافأة و هي الحصول على الهدنة .. في عناقيد الغضب كانت ايران و سوريا هما دولتا الرعاية للمقاومة و كذلك الحال في عملية الرصاص المصبوب أما في الوضع الحالي " عملية عمود السحاب " فالكيان الصهيوني لم يخطأ حينما حدد الراعي بأنه " مصر " نظرا لان حماس و جماعة الإخوان المسلمين لديهم نفس الانتماء التنظيمي بل أيقن أن ما يعنيهم هو غزة فقط و ليس قطاع غزة الفلسطيني كما انه يرى حجم الاهتراء في الداخل المصري و عدم قدرته على إدارة ملف المقاومة نظرا لاستعدائه ايران و حزب الله و عدم قدرته على التنسيق حتى مع إخوان سوريا ، و من ثم بدأ الكيان في الضغط المبكر جداً على مصر " الراعي" حتى قبل البدأ في عمليته البرية و التي يعد بانها ستكون أوسع نطاقا و اشد ضراوة من " الرصاص المصبوب في 2008 و بالفعل بدأت الإدارة المصرية في اللهاث استجداءا للهدنة بل فوجئ مولانا الحاج الرئيس أن حماس لا تمتثل لمساعيه كما امتثلت من قبل للأسد وقت أن كان يحمي خالد مشعل و إخوانه ربما لانه يعلم أن ما بيد مولانا حيلة ، دعني آخذك إلى الداخل المصري في الحالة الموازية و باختصار وضع اقتصادي منهار حالة الحريات و إجراءات القمع الصحفي و الإعلامي في أسوء حالتها صعود سريع في الأسعار يقابله تدني القوة الشرائية للجنيه و انهياره أمام الدولار وضع متردي في سيناء ( مجتمعيا و أمنيا ) تردي على مستوى جميع الخدمات تنامي الشعور بان جماعة الإخوان تلعب لصالحها الخاص لا للصالح الوطني بل و تزايد الحديث حول دعم مشروع توطين الفلسطنيين من غزة داخل سيناء برعاية من قطر التي تمثل المصالح الامريكية ( الضامن الاول و الرئيسي لامن الكيان الصهيوني ) في الوسط العربي و أخيرا رئيس لا يلتفت إلى كوارث إنسانية داخلية بقد اهتمامه بزيارة اردوجان إذن كيف لمولانا الحاج الرئيس أن يتوقع دعما أو تأييدا شعبيا في تحركاته خاصة و أن كانت تنطوي على مخاطرة بالأمن القومي المصري و كيف تتأتى له فكرة أن الكيان الصهيوني قد يضعه في حساباته الجادة !! و كما غاب عنه كل ذلك يغيب عنه أن غزة ليست كيان مستقل و إنما جزء من فلسطين و لكن هذا هو حال مولانا فهو دائم النسيان اعانه الله على مهامه الجسام يوسف الحسيني 19 نوڤمبر 2012 |
|