![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لقداسة البابا تواضروس الثاني : ماذا فعل السيد المسيح مع المرأة السامرية ١- النفس الإنسانية غالية جداً عند ربنا ، وعندما قال السيد المسيح : ” أنا عطشان ” وهو على الصليب لم يكن عطشاناً للماء ، ولكنه كان عطشاناً لكل نفس أن تتـوب وتقبل عطية الخلاص ، فالله يبحث عن نفس كل إنسان حتى وإن كان فـي بـيـت مثل سمعان الأبرص الفريسي ، فهو دخل هذا البيت لكي يظهر قيمة هذه المرأة التي أخطأت ، وأتـت وسكبت الدموع على قدميه ومسحتهما بشعر رأسها ، ويتكلم معها المسيح وليس هذا فقط بل يعقد مقارنة بين هذه المرأة الخاطئة الفائزة وبين سمعان الفريسى . ثم يعود ويمر في الأماكن التي يعمل فيها العشارون ويأتي أمام شخص عشار ويقول له : ” اتبعني ” (مت ٩ : ٩ )، وتكون النتيجة أن متى العشاريصير متى التلميذ الرسول صاحب أول بشارة فـي الإنجيـل وصاحب خدمات كثيرة جدا حتى بعد صعود ربنا يسوع ؟، وبالمثل زكا العشار. النفس غالية عند المسيح ، وإن سألت لماذا يتألم المسيح ؟ نقول لك أنه يتألم من كل إنسان بعيد عنه يعيش في الخطية ، في حين أنه يفرح بكل إنسان يأتي إليه بقلب نقي ” إنه هكذا يكون فرح في السماء بخاطئ واحد يتوب أكثر من تسعة وتسعين باراً لا يحتاجون إلى توبة ” (لو ١٥: ٧)، فالمسيح يشعر دائماً أن النفس الإنسانية غالية ، وفي مثل الابن الضال كان أكثر شيء واضح في المثل أن الأب يقابل ابنه العائد التائب ويأخذه في حضنه ، لكن هناك بعض البشر أفكارهم قد تضيعهم ، وفي نفس الوقت يجب أن يعرف كل إنسان أن باب التوبة مفتوح ، والمثل الأكبر للنفس الغالية أمام المسيح هو ” القديس بولس الرسول ” الذي كان ” شـاول الطرسوسي ” مضطهد كنيسة الله ، وعاش ٣٦ سنة بعيدا عن ربنا ويفتخر أنه يهودي وفريسي ، ولكن نفسه غالية جداً عند ربنا ، فقد ظل الله منتظراً توبته وعودته ، والله يعطيه الفرصـة يـوم وراء يـوم ، وسـنة وراء سـنـة ليـتـوب ويرجـع ، ويقابـل شـاول المسـيـح فـي طـريـق دمـشـق ويعطيه نوع من العمى المؤقت ويبدأ يعرف طريق المسيح ، ويبدأ طريقا جديدا ويصير بولس الرسول الكارز . ٢ـ عندما يتعامل السيد المسيح مع أي إنسان يتعامل معه بمنتهى الرقة ، فكان رقيقاً جدا مع المرأة السامرية رغم أنها في بداية الحديث كانت جافة معـه فـي الحديث ، ورقة السيد المسيح جـاءت مـن الآيـة ” تعلمـوا مـني ، لأنـي وديع ومتواضع القلـب ” (مت ۱۱ : ۲۹) فرقة السيد المسيح نابعـة مـن تواضعه ، ودائماً الإنسان المتضع يصير رقيقاً ، ويمكن أن أُذكركم بأيام السيد المسيح عندما ذهب ليوحنا المعمدان ليعتمد ، وامتنع يوحنا المعمدان في البداية ، لكن ما حدث أن السيد المسيح قال له : ” اسمح الآن “، فبمنتهى الرقة السيد المسيح يقتحم النفس البشرية باتضاعهً، وعندما قابل هذه المرأة السامرية أدرك أن مـدخل قلبها الماء ، فظهر أمامها كالمحتاج وقال لها : ” أعطيني لأشرب “، وبدأ الحوار برقة متتالية ، ويبحث المسيح عن شعاع النـور فـي هـذه المرأة ، وفي النهاية تقول له : ” أنا أعلم المسيا الذي يقال له المسيح يأتي “، فيقول لها : ” أنا الذي أكلمك هو “. المسيح رقيق جداً في تعامله مع النفس ، وهو أحياناً يتعامل معنا بحركات رقيقة ، وأحياناً تكون الحركات ثقيلة وهذا بسبب جمود الإنسان . ٣- التـدرج فـي المعرفة ، فالمرأة السامرية وهـي تتعامـل مـع المسيح ، ولاحظ أن عنـدها اشتياق للمعرفة وهذا ما نسميه ” بإرادة الإنسان “، وتبدأ المرأة في الحوار ويساعدها السيد المسيح على التوبة وتصل لدرجة من درجات كمال المعرفة ، فيقول لنا الكتاب : ” أن هذه المرأة ذهبـت لتتكلم مـع أهـل مـدينتها وتركت جرتهـا “، وهنـا نجـد أن الماء والجرة كانوا كل شيء بالنسبة للمرأة ، فكانوا يمثلون عالمها ، وعندما عرفت المسيح تركت كل شيء وأصبح المسيح هو الأهم ، وهذا ما أوضحه بولس الرسول : ” بل إني أحسب كل شيء أيضاً خسارة من أجل فضل معرفة المسيح يسوع ربي ، الذي من أجله خسرت كل الأشياء ، وأنا أحسبها نفاية لكي أربح المسيح” (في ٣ : ٨) ولا بد أن تنتبه للتدرج الذي قد يكون سببا لخلاص المدينة. علينا أن نلاحظ أن المرأة السامرية بعد أن كانت إنسانة مجهولة لا يعرفها أحد ، أصبحت اليوم قديسة كارزة ؛ لأنها شهدت للمسيح في بلاد السامرة . |
![]() |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
السيد المسيح عمل فردي مع المرأة السامرية |
حوار السيد المسيح مع المرأة السامرية |
حوار السيد المسيح مع المرأة السامرية |
السيد المسيح مع المرأة السامرية |
المرأة السامرية مع السيد المسيح |