رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الكنيسة في عالمنا المعاصر واليوم سنحاول اكتشاف واقع عالمنا، ليس بنظرة العالِم، بل بنظرة الإنسان المؤمن الذي يآمل في حياة أساسها إيمانه بالمسيح، ورغبته في العيش بكرامة رغم كل ما يحول معايشة الإنسان كرامته وإنسانيته. وأيضاً يُعايش رسالته في الحياة انطلاقاً من كونه مسيحي مدعو لتحقيق ملكوت الله، لكونه أبناً لله وشريكاً في صنع هذا الملكوت وتحويل العالم إلى عالم يعيش ملء الحب. وهذا الدور ينتج من كون أن المؤمن عضو في كنيسة المسيح التي تعيش وتعمل في العالم، ليتحقق خير الإنسان ومجد الله. 1. ملامح عالم اليوم[1] 1-1 سرعة التغيير حيث أن الإنسان المعاصر يصبح كل يوم ليجد نفسه أمام عالم جديد غير الذي نام عنه بالأمس. وأمتد هذا التغيير إلى كل شئ. إلى الأشياء المادية من حولنا، وإلى العلاقات التي تربط بين الإنسان بالبيئة، وبالناس وبالأفكار وبالمعتقدات. ونتج عن ذلك إصابة الإنسان بنوع من الدوار واختلال التوازن، لصعوبة تكيفه مع العالم الجديد، حيث إن ترتيب حياته كل يوم يتغير على أساس العالم الجديد التي تمر معالمه وظواهره وكل ما فيه كالسحاب، بل البرق الخاطف. 1-2 انهيار الحواجز بين المجتمعات، نتيجة تزايد معدلات السرعة التي تتم بها الكشوف العلمية وانتشارها في العالم كله. 1-3 تلاشي الحدود والمسافات،مما يزيد من تأثير الأحداث التي تحدث في أي مكان. وتشابك أنسجة العلاقات الاجتماعية وإن كان أغلبها يتسم بالسطحية. 1-4 التكنولوجيا والتي لا تعني التطور الصناعي فقط، بل أبعاد كثيرة في الحياة لها علاقة بالمادة، وقلة الفارق بين الفكرة والتطبيق مثلاً تم اختراع آلة كاتبة إنجليزية عام 1714 ولكن مضى قرن ونصف قبل أن تتوافر الآلات تجارياً. وهذه الآلات والماكينات قد توحي بحلول جديد لمشكلات اجتماعيه وفلسفية، وحتى شخصية. وتعمل على تغيير البيئة الفكرية للإنسان أي طريقة تفكيره ونظرته للعالم. 1-5 المعرفة وثورة الاتصالات حيث أصبحت المعرفة من أقوى مصادر الريادة في العالم والسيطرة، وكاد أن يكون مستحيلاً إخفاء أي شئ في العالم. وساهمت ثورة الاتصالات على الوعي بقيمة الإنسان وحقوقه، والحوار بين الثقافات والأديان، و الصراع بين الثقافات والقيم للانفتاح على العالم كله بسهولة. 1-6 الزوالية والاستهلاك لم تعد العلاقات بين الإنسان و الأشياء، والإنسان والآخرين ممتد عبر الزمن، بل تتصف بسرعة الإنسان ترك القديم والجري وراء كل ما هو جديد مما يسهم في زوال الأشياء سريعاً وزيادة الاستهلاك. وانتشار الزمالة بين الأشخاص، بدون علاقات عميقة، والاهتمام بالمصلحة الشخصية أكثر من الاهتمام بالآخر. 2. الكنيسة في هذا العالم 2-1 الكنيسة هي مؤسسة إلهية وبشرية، ولذا تعيش في العالم مقتدية بما علمها إياه يسوع المسيح معلمها الأوحد، لتعيش وتحقق إرادة الآب بأن تكون كنيسة واحدة مقدسة جامعة رسولية. فالوحدة الكنسية من أكبر التحديات التي تواجها الكنيسة، ولذلك عليها اكتشاف واقعها التاريخي في العالم المعاصر، وأن تُجري حواراً مع كل الثقافات والكنائس الأخرى، حتى تكون الوحدة حقيقة في الكنيسة لتكون علامة حية لما يريده الله للعالم. 2-2 تعيش الكنيسة في العالم المعاصر بكل ما فيه من تطورات اجتماعية وسياسية واقتصادية وتستفيد منا لمعايشة إيمانها، والعمل على نشر الإنجيل بالإنثقاف في الثقافات والمجتمعات المختلفة. وتعاني من كل الآثار السلبية التي نتجت عن التطور الصناعي والتكنولوجي على علاقة الإنسان بالإنسان وعلاقته بالبيئة وفهمه لذاته والعالم وبالتالي إيمانه بالله، وسلوكه وأخلاقياته. [2] 2-3 حيوية كبيرة جداً في الكنيسة الكاثوليكية على مستوى العالم، ومحاولة لتجديد الإيمان ومعايشته، ولاسيما من خلال اليوبيل العظيم والسنوات التحضيرية له. مع اهتمام الكنيسة بالقضايا الهامة في العالم وخاصة التي تتعلق بالإنسان ودعوته في الحياة. والحوار مع الأديان والعمل على التعاون المثمر لبناء حضارة المحبة والإخاء. 2-4 تعاني الكنيسة من الاضطهادات في أماكن مختلفة من العالم مثل أندونسيا والسودان وفي بلدان أخرى بمستويات مختلفة. 2-5 ندرة الدعوات الكهنوتية والرهبانية ولاسيما في أوربا. 3. دور الكنيسة في عالم اليوم 3-1 ما تقدمه لكل إنسان: 3-1-1 العمل على خلاصه، وإنماء شخصيته واكتشاف حقوقه، لأن الإنسانية الحقة تتحقق بأتباع المسيح، الذي به يمكن الوصول إلى الشخصية المتزنة. 3-1-2 الدفاع عن كرامة الإنسان، واحترم كرامة الضمير وحرية الاختيار، انطلاقاً من الإنجيل، الذي يعلمنا كيف نستثمر مواهبنا في خدمة الله والعمل على خير الإنسان. 3-1-3 الدعوة لحب كل إنسان. 3-1-4 إعلان حقوق الإنسان التي تتشبع بروح الإنجيل. 3-1-5 إجابة أسئلة الإنسان الكبرى حول معنى الحياة والموت وكل ما يتعلق بالحياة الإنسانية. 3-2 ما تقدمه الكنيسة للمجتمع الإنساني: 3-2-1 العمل على وحدة الأسرة البشرية، وتستمد قوى كبرى بل اكتمالها من اتحاد عائلة أبنا الله المرتكزة على المسيح. 3-2-2 تكوين وتثبيت الجماعة البشرية وفق الناموس الإلهي. 3-2-3 القيام بمشروعات خاصة بالمعوزين مثل الجمعيات الخيرية. 3-2-4 تشجيع الأنظمة والسياسات التي تعمل على بناء المجتمع والتضامن الاجتماعي والتوزيع العادل لخيرات الأرض. 3-2-5 العمل على السمو فوق النزاعات بين الأمم ولأجل خلق ونمو مشاعر الإخاء بين البشر. 4. العون الذي تتقبله الكنيسة من عالم اليوم 4-1 معرفة الإنسان معرفة أوفى وأعمق، اكتشاف دروب جديدة للوصول للحقيقة. وهذا من خلال خبرة الأجيال السابقة وتقدم العلوم، وتراث الحضارة الإنسانية. 4-2 الاستعانة بالفلسفة لأجل تطويع ومواءمة الإنجيل في الحدود المعقولة. 4-3 استخدام لهجات وأساليب مختلفة ملائمة للعصر ، لتقريب الحقيقة للعقول. 5. دوري الشخصي انطلاقاً من كوني عضواً في الكنيسة 5-1 على المستوى الشخصي 5-1-1 اكتشاف العالم واتخاذ موقف أمام كل ما يحدث فيه، بعد معرفة حقيقة و عميقة بالذات. وعلى أن يكون هذا الموقف مؤسس على الإيمان بالله والإنسان. 5-1-2 محاولة التكيف المستمر والحفاظ على توازن الشخصية رغم كل الاضطرابات والتغير السريع الذي يحدث يومياً. 5-1-3 تنمية الشعور بالانتماء، حتى يتم التغلب على الشعور بالاغتراب. 5-1-4 إضفاء معنى شخصي للحياة والأحداث، ويتحقق هذا بالرؤية الواضحة للعالم، وأن يكون الإنسان فاعل وليس مفعول به. 5-1-5 الارتباط الشخصي الدائم بالله، من خلال كنيسته وكلمته، والتأكد من ضرورة الإيمان للحياة بإيجابية وللنمو. 5-1-6 أكون شاهداً في كل مناسبة، وفي قلب المجتمع البشري للمسيح. 5-2 في المجتمع 5-2 - 1 القيام بالواجبات الزمنية مهتدين بروح الإنجيل، مع مراعاة عدمالتطرف في أحد الاتجاهين الزمني والديني المتطرف. 5- 2- 2 احترام القوانين الخاصة بكل نظام. والتعاون مع كل مَن يشاركهم أهدافهم والعمل بمقتضيات الإيمان والضمير المرهف. 5- 2- 3 المشاركة في الحياة العامة، أي الحياة السياسية و الاجتماعية والاجتماعية. [1] والملامح السابق لعالم اليوم وغيرها ساعدت على ظهور العولمة وحدوث تغيرات سياسية واقتصادية واجتماعية، وساهمت هذه التغيرات على بدء ظهور عالم جديد المعالم والظواهر. [2] من الواضح إنه مع التقدم الذي يعيش فيه عالمنا اليوم نجد اختلال في القيم ومعاييرها، فمع المناداة بالحرية وحقوق الإنسان، نجد الفساد الأخلاقي والظلم الاجتماعي في مجتمعاتنا مما ساعد على انتشار الجريمة والشعور بعدم الأمان في الكثير من الأماكن في العالم ولذلك نجد بعض الاضطرابات في شخصية الإنسان المعاصر. |
23 - 11 - 2012, 02:30 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الكنيسة في عالمنا المعاصر
شكرا على المشاركة المثمرة
ربنا يفرح قلبك |
||||
23 - 11 - 2012, 05:55 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: الكنيسة في عالمنا المعاصر
شكراً أختى مارى على مرورك الجميل
|
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
لتأخذ المعاصر أنها سرّ الكنيسة العاملة الآن |
أزمات عالمنا المعاصر |
ما هو علم اللاهوت المعاصر؟ |
الإنسان في عالمنا المعاصر |
الأمبراطور المعاصر |