![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() عندما يسافر كل ابن ضال إلى الكورة البعيدة؛ نرجع إلى أنفسنا مدركين الشرور التي نرتكبها؛ ونبكتها على خطاياها؛ ونقف على حقيقة ضعفنا وذلنا ومسكنتنا؛ التي أسقطتنا من رتبتنا إلى أحطّ الدرجات؛ وعندئذٍ نتطلّع إلى غنىَ ومجد وخلاص أبينا السماوي؛ واثقين أنه يهبنا البركات ويقبلنا لا كعبيد وأجراء؛ بل كأبناء وورثة؛ حتى ولو رجعنا في الهزيع الأخير مع أصحاب الساعة الحادية عشرة... يدفع لنا ذات الأجر؛ ويهب لنا ذات الحياة؛ ولا يشاء هلاكنا جوعًا وعوزًا ومهانة... لكنه يُعيدنا من المنافي ويُدخلنا إلى منازله الكثيرة؛ ما دُمنا قد قمنا لنرجع إليه (أقوم وأرجع إلى أبي). فمشاركتنا وتجاوبنا في المسيرة يهبنا القيام من سقطتنا ويُدخلنا إلى سر معرفته من قوة إلى قوة ومن مجد وراء مجد؛ ومن نعمة فوق نعمة؛ لأن الغمر ينادي غمرًا؛ معترفين بخطايانا "يا أبي أخطأتُ إلى السماء وقدامك ولستُ مستحقًا بعد أن أُدعىَ لك ابنًا؛ اجعلني كأحد أجرائك"؛ لأن كل من يتوب ويعترف هكذا يُحسب مستحقًا لأكثر مما يطلب.. ويقبله الآب لا كأجير ولا كغريب؛ بل كإبن يُعيده إلى الحياة كما من الموت؛ ويحسبه أهلاً للوليمة وللثوب السابق النفيس... بدلاً من الفساد يلبس ثوب عدم الفساد؛ وبدل الجوع يُطعمه العجل المسمَّن؛ وبدل السفر البعيد يُسكنه مواضع الراحة ويترقب عودته ويكسي عُريه؛ ويزين قُبحه بخاتم المجد. |
![]() |
|