لقد عاد الابن الضال بعد أن ترك عنفه وعناده واعتداده...
عاد بعد أن تطاول على أبيه وطالبه بالميراث؛ بينما هو بعد حي. عاد بعد أن بدد وزناته وطاقاته...
غير أمين فيما في يديه من نِعم ومواهب؛ لكنه رجع بالتوبة إلى الأحضان الأبوية؛ ليظهر لابسًا الحُلة الجديدة وخاتم البنوّة؛ متمتعًا بالوليمة المجانية في بيت أبيه؛ وبالصورة الأولى الملوكية التي طمستها الأهواء والخطايا وطريقة عيش الكورة البعيدة...
إنه ليس بالقليل؛ لأنه ابن ووارث لنور النعمة الدائمة؛ لذلك قبله أبوه وفتش عليه وعانقه وحمله إلى كنيسته؛ التي هي بيته ومستشفاه؛ ليشفيه بمراهم وأدوية الخلاص...
يحمله على منكبيه التي هي ذراعا صليبه؛ حيث وُضعت خطايانا على الخشبة المُحيية؛ ففرحت الملائكة والطغمات بخلاصنا...
رفعنا ليس من تراب الأرض؛ بل من تحت الأرض؛ من أسافل الجحيم والانحطاط؛ ليردنا إلى بهجة خلاصه مع بقية شعبه؛ لأننا موضع عنايته؛ منتمين إليه وهو الذي يُعيدنا إلى شركته الأبوية برجاء حي لا ينقطع.