![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() وعود إلهية مُفرِحة وسط التأديبات انتهى سفرا أخبار الأيام بالحديث في إيجاز عن عمل الله خلال إرميا النبي وكورش الفارسي، أعلن الأول على أن فترة التأديب في السبي مؤقتة، وأعلن الثاني أن الله وضع في قلبه أن يسمح لليهود بالعودة. هكذا وإن دخلنا تحت التأديب غير أن الله يعدنا أن ننعم بالحياة الجديدة المُتحرِّرة من عبودية إبليس (البابليين) والرجوع إلى أورشليمنا. لنتكئ على وعود الله أبينا الرحوم والحكيم والقدير، واثقين أنه يشتهي لنا الحياة المقدسة المتهللة. غضب الله خاصة نحو كنيسته أو أولاده ليس انتقامًا كانتقام البشر، ولا يصدر عن كراهية، فإن الله كلي الحب لكل البشرية، خاصة للملتصقين به. تكشف كلمات القديس مار يعقوب السروجيالتالية عن سمو غضب الله وعذوبته. فالله يدعونا أن نحمل صورته، ويدعونا أن نسعى بلا توقُّف كل حياتنا "إلى أن ننتهي جميعنا إلى وحدانية الإيمان ومعرفة ابن الله، إلى إنسانٍ كاملٍ، إلى قياس قامة ملء المسيح" (أف 4: 13). يسمح الله بالضيقات لأنها تسندنا بنعمته أن ننضم إلى فئة شبه السمائيين، إن صحَّ لنا القول. v المجد لك، يا ربي، إذ بكل الوسائل والطرق تريد أن تربح كل من يسمع بتمييزٍ (وتعقلٍ). بالبرِّ والنعمة، تتقدَّم كطبيبٍ لكل محتاج إلى الصحة. من هنا يهتم محيي الكل أن يشفي، لأنه قادر أن يحيي كل البشر. معه الغضب وأيضًا له الغفران؛ الغيرة والحنق؛ موجود فيه السلام والحب. في جانبٍ واحدٍ يفيض بالعطاء العظيم لسائليه، وفي الجانب الآخر يمنع قطرة (ماء) عن طالبيه. رحمته تمتزج بالخوف، وأيضًا انتقامه بالحنو العظيم. يُهدِّد ويُفَّرح؛ مملوء رحمة وكثير الانتقام. في جانبٍ واحدٍ دعا اللص ليدخل الفردوس، وفي الجانب الآخر طرد من عنده صانعي القوات (مت 7: 22). في وقتٍ تقبَّل من زانية دموعها (لو 7: 44)؛ وفي وقت آخر منع بنات أورشليم أن يبكين (لو 23: 28). في موضعٍ أعطى دينارًا للفعلة الآخرين (مت 20: 9)؛ وفي موضع آخر أخرج الكهنة من ملكوته (مت 8: 12). لم يعرف هؤلاء الذين أخرجوا الشياطين باسمه (مت 7: 22)؛ وللص قال: اليوم تكون معي في الفردوس. دعا واحدًا من العشارين أن يتبعه (مت 9: 9)؛ وآخر زاحم أن يأتي خلفه، ولم يعطه ذلك (مت 8: 19-20). هذا جميعه لأجل حياة البشر؛ بكل وسيلة لا يسمح أن يهلك ولا واحد من بيت الآب. القديس مار يعقوب السروجي |
![]() |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
بداية مُفرِحة ونهاية مُخزِية |
وعود الله هي التزامات إلهية متجذرة في طبيعته التي لا تتغير |
غربتنا في هذا العالم مُفرِحة |
وعود إلهية تريح النفوس المتعبة |
كن بشارة مُفرِحة |