كانت العبادة في موضع واحد هو هيكل أورشليم، والإقامة في مدينة مُقَدَّسة بالإيمان والفرح والتهليل، بفضل وجود الكهنة واللاويين، أما الطاعة لشريعة الله، فهي أولى واجبات الشعب في حياته اليومية. والعلاقة بين الله والشعب تُترجَم بمبدأ المكافأة والمجازاة: برُّ الله يجازي بالبركة أمانة الشعب وإخلاصه لله، وهي تؤدب كل تخاذلٍ أو عصيانٍ، وبالأخص فيما يتعلَّق بالهيكل والعبادة. مثل هذا التعليم يبدو واضحًا في حياة خلفاء داود.
حاولت فئات صغيرة أن تعيش هذه الحياة الخاصة بالطاعة لشريعة الله على مستوى الأمة كلها.
نذكر الفريسيين وجماعة قمران الذين سعوا أن يطبعوا الحياة اليومية بطابع قدسي. لكن الفريسيين تحجَّروا حول الشريعة، وممارسات الأجداد بالحرف القاتل. وجماعة قمران انفصلوا عن الشعب، وابتعدوا عن الهيكل، وانغلقوا على ذواتهم. لكن الفكرة التي أعلنوها ما زالت حية في جماعتنا الرهبانية، وإنما بمفهومٍ روحي والحب والصلاة عن البشرية كلها، خاصة تلك الجماعات التي تُكَرِّس حياتها للعمل والصلاة الليتورجية. مع اعتزالهم سواء في البراري أو الأديرة لم يفصلوا بين الحياة اليومية والحياة القدسية، فليس من استقلال الحياة اليومية عن شريعة الله التي تُنِيرها وتوجهها نحو الحب الإلهي والحب الأخوي.