![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() إلى السبي والعودة منه آخر ملوك يهوذا قام حزقيا الملك بتطهير أرض يهوذا من نشر العبادة الوثنية ورجاستها على يد أبيه آحاز، ومَنَسَّى قام بتطهيرها عند توبته في أواخر أيام حياته بعد قضاء مدة طويلة من حُكْمِه في الفساد، ويوشيا قام بذات العمل لتطهيرها مما فعله والده آمون، أما بعد يوشيا آخِر ملك صالح، وفي خلال اثنين وعشرين عامًا كان الأربعة ملوك الذين جاءوا بعده أشرارًا. وقد عَجَّل حُكْمَهم الفاسد بحلول التأديب القاسي. بدأ الشعور بقُرْبِ زوال استقلال يهوذا يسيطر على الكثيرين. كان لانهيار أشور وزوال إمبراطوريتها أثارها على المنطقة الغربية من الهلال الخصيب. لقد حلَّ الخراب على يهوذا وأورشليم تدريجيًا، لكي يُعطِي فرصة للتوبة، لأن الله لا يشاء موت الخطاة مثل أن يرجعوا إليه فيحيوا. سُجِّلَ أغلب تاريخ هؤلاء الملوك في سفر ملوك الثاني. اختصر الكاتب هنا الحديث عن هذه الفترة المُرَّة التي عاشت فيها مملكة يهوذا. في الحقيقة دمار يهوذا لم يأتِ بسبب قوة الإمبراطورية البابلية، إنما بسبب فساد يهوذا، فبإصرارها على انعزالها عن الإله الحقيقي مصدر حياتها دفعها إلى الدمار الكامل. ما حلّ بها أشبه بارتكاب جريمة انتحار، قام بها هؤلاء الملوك الأربعة ومعهم القيادات المدنية والدينية والشعب أيضًا، فإن أُجرَة الخطية هي موت (رو 6: 23). يؤكد كثير من آباء الكنيسة مثل القديس مقاريوس الكبير أن الخطية تحمل فسادها فيها، فالشرير المُصَمِّم على شرِّه، يهلك كثمرة طبيعية للشر مُحَقِّق الفساد. لا يحتاج الشرير إلى من يردعه ويعاقبه، إنما ما يفعله يُقَدِّم له المرارة والموت! يشرب من ذات الكأس التي ملأها لنفسه، اللهم إلا إذا ألقى بالكأس خلال التوبة وتَمَتُّعه بالشركة مع مُخَلِّصه، وجهاده الجاد خلال الإرادة المقدسة في الرب. v كل شخصٍ: يهودي أو يوناني، غني أو فقير، صاحب سلطة أو في مركز عام، الإمبراطور أو الشحاذ، "كل من يعمل الخطية هو عبد للخطية" [34]. إن عرف الناس عبوديتهم يرون كيف يقتنون الحرية. المولود حُرًا ويسبيه البرابرة يتحوَّل من حُرٍ إلى عبدٍ، وإذ يسمع عنه شخص آخر يتحنَّن عليه، ويتطلع أن لديه مالاً فيفديه، يذهب إلى البرابرة، ويعطيهم مالاً ويفدي الرجل. إنه بالحق يرد له الحرية، إذ ينزع الظلم... إني أسأل الذي اُفتدى: هل أخطأتَ؟ يجيب "أخطأتُ". إذن لا تفتخر بنفسك أنك قد اُفتديت، ولا تفتخر يا من افتديته، بل ليهرب كلاكما إلى الفادي الحقيقي. إنه جزئيًا يُدعَى الذين تحت الخطية عبيدًا، إنهم يدعون أمواتًا. ما يخشاه الإنسان حلول السبي عليه الذي جلبه الإثم عليه فعلاً. لماذا؟ هل لأنهم يبدون أنهم أحياء؟ هل أخطأ القائل: "دَعْ الموتى يدفنون موتاهم" (مت 8: 22)؟ إذن فكل الذين تحت الخطية هم أموات، عبيد أموات، أموات في خدمتهم، وخدام (عبيد) في موتهم[1]. v الآن قيل: "لقد أنتن (لعازر) لأن له أربعة أيام" (يو 11: 39). فإنه بالحقيقة تبلغ النفس إلى هذه العادة التي أتحدث عنها بنوع من التقدُّم أربع مرات. المرحلة الأولى: هي كما لو كانت إثارة اللذة التي في القلب. والثانية: هي قبولها. والثالثة: هي تحوُّلها إلى عمل. والرابعة: تحوُّلها إلى عادة. يوجد من يلقون عنهم الأمور الشريرة عن أفكارهم، كأنهم لا يجدون فيها لذة. ويوجد من يجدون فيها لذة، ولكنهم لا يوافقونها. هنا لا يكمل الموت، لكن يحمل بداية معينة، فقد أضيف إلى الشعور باللذة موافقة. في الحال تحدث إدانة للشخص. بعد الموافقة يحدث تقدُّم للموافقة، إذ تتحوَّل إلى عملٍ ظاهرٍ. والعمل يتحوَّل إلى عادة. فيحدث نوع من اليأس، حتى يُقَال: "قد أنتن لأن له أربعة أيام". لذلك جاء الرب هذا الذي كل الأمور بالنسبة له سهلة. ومع هذا فوجد في هذه الحالة كما لو كانت هناك صعوبة. لقد اضطرب بالروح، وأظهر الحاجة إلى احتجاجٍ كثيرٍ وعونٍ، ليقيم الذين تقَّسوا بالعادة. ولكن عند صرخة الرب تفجَّرت أربطة الضرورة. ارتعبت قوات الجحيم، وعاد لعازر حيًا. فإن الرب ينقذ حتى من العادات الشريرة. هذا الذي له أربعة أيام ميتًا، بالنسبة للرب وحده يُحسَب راقدًا هذا الذي يريد الرب أن يقيمه. القديس أغسطينوس العلامة أوريجينوس القديس كيرلس الكبير |
![]() |
|