![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أتريد أن تعرف ما هي قوة التوبة؟ أتريد أن تعلم سلاح الخلاص القوي وتدرك قوة الاعتراف؟ حزقيا بالاعتراف ضرب خمسة وثمانين ألفًا ومائة من أعدائه (2 مل 19: 25). يا له من أمر عظيم، لكنه يُحسَب قليلاً بالنسبة لما أذكره لك. إذ بالتوبة استطاع الملك أن يحصل على تغيير في القول الإلهي الذي نطق به فعلاً. إذ لما مرض، قال له إشعياء: "أوصِ بيتك، لأنك تموت ولا تعيش" (2 مل 20: 1). هل يمكن أن يقوم استثناء بعد، أو يوجد رجاء شفاء بعدما قال له النبي: "لأنك تموت"؟! لكن حزقيا لم يكف عن التوبة. وبتَذَكُّرِه ما هو مكتوب: "متي رجعت وبكيت تخلص" (راجع إش 30: 15)، اتَّجَه بوجهه إلى الحائط وهو على سريره، رافعًا ذهنه إلى السماء (حيث لا تعوق الحائط بلوغ الصلوات بورعٍ إلى السماء) وقال: "اذكرني يا رب. يكفي أن تذكرني فأشفى!" (راجع إش 38). إنك لا تخضع للزمان، بل أنت خالق القانون. أنت واهب قانون الحياة وتدبيرها حسب إرادتك، إذ لا تعتمد حياتنا على يوم ميلادنا، ولا على اقتران النجوم معًا في برجٍ واحد كما يظن البعض في غباوة. ذاك الذي كان يمكنه ألاّ يرجو الحياة بسبب العبارة النبوية، صار له خمسة عشر عامًا مُضافَة إلى حياته، وكانت العلامة أن الشمس رجعت إلى خلف عشر درجات (2 مل 20: 11). حسنًا! من أجل حزقيا رجعت، وأمّا من أجل المسيح انكسفت. لم ترجع درجات بل انكسفت مُعلِنة بذلك الفارق بين حزقيا ويسوع!... أرجعوا ونوحوا على أنفسكم! أغلقوا أبوابكم وصَلُّوا لكي يغفر لكم! صَلُّوا لكي ينزع عنكم النار المُحرِقة، لأن له السلطان أن يطفئ حتى النار، وله قوة أن يبكم حتى الأسود! القديس كيرلس الأورشليمي |
![]() |
|