أن عمر نوح كان استثنائيًا، إلا أنه يتبع نمطًا من تناقص طول العمر الذي نراه في سفر التكوين. فقد سُجِّل أن آدم عاش 930 سنة، وتظهر الأجيال اللاحقة اتجاهاً عاماً لتناقص الأعمار، خاصةً بعد الطوفان.
في سياق التسلسل الزمني للكتاب المقدس، تُعد حياة نوح الطويلة بمثابة جسر بين التاريخ البدائي والروايات الأبوية. فهو يمثل آخر البطاركة الذين عاشوا طويلاً للغاية قبل الطوفان، حيث شهدت أجيال ما بعد الطوفان انخفاضًا سريعًا في العمر.
على الرغم من أن الطبيعة الدقيقة لهذه الأعمار قد تظل لغزًا بالنسبة لنا، إلا أن إدراجها في الكتاب المقدس يدعونا إلى التأمل في قصر حياتنا بالمقارنة. إنها تذكّرنا بدعوتنا إلى استخدام الوقت الذي أُعطي لنا في خدمة الله وإخواننا البشر، مقتدين بنوح في الأمانة عبر قرون حياته.