منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 14 - 02 - 2025, 01:52 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,299,719


v إنه من حق النفس أن تفرح، لأنها وصلت إلى مركزٍ عالٍ أثناء صعودها إلى قمة رغباتها. ما هو أعظم من سعادة من يصل إلى رؤية الله؟ ولكن ما حققته هو بداءة لما تأمَّل فيه بعد ذلك...
يتَّحِد العروسان: الله في النفس، والنفس مرة أخرى تسكن في الله. تقول العروس: "حبيبي لي، وأنا له، الراعي بين السوْسن"، (نش 6: 3) هو نفسه الذي غيَّر الحياة الإنسانية من خيال الظلال إلى قمة الحق. لاحظ الارتفاع الذي صعدت إليه العروس، متقدمة من قوةٍ إلى قوةٍ كما يقول النبي (مز 84: 7)، وتظهر كأنها حصلت على قمة أمانيها. ما هو أعلى من أن تكون في المحبوب ويكون هو في نفسها؟
v تقول العروس: "أنا لحبيبي، وحبيبي لي". ففي تطابقها مع المسيح تستقبل منه جمالها الأصيل. هذه البركة الأولى لطبيعتنا حسب صورة الجمال الأصلي وشبيه به ذاك الذي يستحق وحده التمجيد والحب. ويشبه ذلك مرآة مصنوعة بدقة ماهرة يدوية، التي تعكس صورة مطابقة للوجه. لذلك، عندما ترتب النفس أمورها، وترفض كل تلوثٍ ماديٍ تُصبح مُمثلة لصورة الجمال النقي الخالي من الغش.
تقول النفس، المرآة الحيّة التي تملك الإرادة الحرة: "عندما أنظر إلى وجه حبيبي، ينعكس جمال وجهه عليَّ". يقلد بولس هذه الكلمات بوضوح بقوله: "وفيما بعد لا أحيا أنا، بل المسيح يحيا في. أما الحياة التي أحياها الآن في الجسد، فإنما أحياها بالإيمان في ابن الله، الذي أحبني وبذل نفسه عني" (غل 20:2). وعندما يقول: "فالحياة عندي هي المسيح" (في 21:1)، يصرخ بولس أنه نقَّى نفسه من أي هوى بشري مثل الحزن، والغضب، والخوف، والجبن، والأهواء القوية، والكبرياء، والحمق، والرغبة الشريرة، والحسد، والانتقام، وحب التملك والمكسب أو أية عادة قد تؤدِّي إلى تخريب النفس.
هو وحده الذي يملأ نفسي، وليس أي شيء مما سبق ذكره. لقد نُزِعَت عني كل طبيعتي الخارجية الظاهرة، ولم يبقَ بداخلي أي شيء غير المسيح.
حقيقة الحياة عندي هي المسيح" أو كما تقول العروس: "أنا لحبيبي وحبيبي لي". هذا هو الطهر والنقاء وعدم التلوث والنور والحق الذي يُغَذِّي نفسي. إنه لا يتغذَّى بالعشب الجاف أو بالشجيرات وإنما بروعة قديسيه. يوحي السُّوسَن ببهاء وإشعاع ألوانه الجميلة. من أجل هذا، فالذي يتغذَّى بين السُّوسَن يقود قطيعه إلى مروج السُّوسَن حتى تكون: "نعمة ربنا علينا" (مز 17:90).
نحن نصبح مثل الطعام الذي نأكله. دعونا نأخذ مثال الإناء الأجوف من الكريستال، فكل ما يوضع فيه يظهر بوضوح (حتى يبدو الإناء كأنه هو نفسه ما في داخله). ويشبه ذلك عندما نضع بهاء السُّوسَن في نفوسنا، فإنها تشع وتظهر من الخارج الأشكال الموجودة بالداخل.
لتوضيح هذه النقطة، تُغذِّي الروح نفسها بالفضائل التي تُسمَّى رمزيًا بالسوّسن، ويُصبح الشخص المكوَّن بهذه ذا حياة طيبة مُشعًا، مُظهرًا في حياته كل نوعٍ من الفضيلة.
لنفرض أن السُّوسَن النقي هو: ضبط النفس والاعتدال والبرّ والشجاعة والقدرة وكل ما يقوله الرسول حقيقي، ومشرف ومستحق للحب وعادل ومقدس، عطوف وفاضل ومستحق للتمجيد (في 4: 8). تتكون هذه الفضائل جميعها في النفس نتيجة للحياة النقية، وتزيِّن النفس التي تمتلكها.

لذلك تهب العروس نفسها لمحبوبها، وتستقبل جمال من تُحِب.



القديس غريغوريوس النيصي

رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
أن الفضائل جميعها في جوهرها هي اقتناء السيد المسيح نفسه
يتقدم الآلام جميعها عزة النفس ومحبة الذات
النفس الوقحة تُسْتَأصَل
" النفس النقية ترى الله فى كل نفس آخرى
الإحصاء: انخفاض نصيب الفرد من المياه النقية نتيجة زيادة عدد السكان


الساعة الآن 07:21 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025