كيف عرّف يسوع الأخوة

[Mary Naeem]

كيف عرّف يسوع الأخوة

عند سبر تعاليم المسيح لتوضيح تعريف الأخوة، يتجه انتباه المرء على الفور نحو ملاحظته الثورية في إنجيل متى 12: 50 "لأن كل من يعمل مشيئة أبي الذي في السماوات هو أخي وأختي وأمي". في تحدٍ صارخ للأعراف المجتمعية في عصره، يطرح يسوع تعريفًا جذريًا للعلاقات العائلية التي لا تؤكدها روابط الدم بل الالتزام المشترك بإكرام الإرادة الإلهية.

إن منظور يسوع للأخوة يتجاوز مجرد القرابة البيولوجية أو الترتيب المنزلي المشترك، فهو يتغلغل في عالم التقارب الروحي والعمل الإلهي الموحد المستوحى من الله. وينبغي التأكيد على أن النموذج النظري للأخوة لدى يسوع يحتفظ بأسس تجريبية قوية بالنظر إلى علاقته بأخيه البيولوجي يعقوب. وبغض النظر عن الآراء المتنازع عليها حول ما إذا كانوا إخوة وأخوات أشقاء بالدم، أو أشقاء غير أشقاء، أو إخوة غير أشقاء، أو أبناء عمومة (حسب المنظور الهلفيدي والإبيفاني والهيرونيمي على التوالي)، فإن العلاقة بين يسوع ويعقوب تتميز بتكريس مشترك للقضية الإلهية والاهتمام العاطفي والمحبة القوية.

لذلك فإن يسوع يبشر بنموذج الأخوة الذي يتسم بالشمول القوي، متجاوزًا الحواجز المجتمعية وموحدًا بين مختلف الطبقات الاجتماعية والأجناس والأعراق تحت راية التقديس المشترك للوصايا الإلهية الواسعة، وهذا يؤكد الإيمان في المسيحية بأن جوهر الأخوة الحقيقية يكمن في امتلاك المشتركين لعلاقة مع الآب الإلهي الواحد، مما يعزز تكامل مجتمع المؤمنين.

يؤكد تعريف يسوع للأخوة بقوة على أهمية التقوى والطاعة المشتركة لمشيئة الله، بدلاً من أن تكون مبنية فقط على الارتباط البيولوجي.
إن العلاقة بين يسوع ويعقوب، بصرف النظر عن التفسيرات المختلفة فيما يتعلق بكونهما أخوين كاملين أو غير ذلك، هي شهادة على فهم يسوع؛ فهم الأخوة التي تتميز بالإخلاص المشترك والمحبة الصادقة.
فالأخوة الحقيقية، بحسب تعريف يسوع توحد الأفراد المتنوعين في مختلف المعايير المجتمعية تحت رباط مشترك من الالتزام بمشيئة الله'، مما يشير إلى تعريف شامل للأخوة يتفق مع الإيمان المسيحي الأوسع.