![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() خلفاء سليمان كانت شخصية داود الملك التقي والمتألم هي مركز سفر أخبار الأيام الأول. كانت شهوة قلبه أن يبني بيتًا للرب، لكن هذا الطلب رُفِضَ، لأنه كان رجل حروب، حتى وإن كانت لحساب مجد الله. نال داود وعدًا أن يُحَقِّقَ ابنه سليمان شهوة قلبه، وجاءت الأصحاحات التسعة الأولى من هذا السفر تبرز اهتمامه ببناء الهيكل، وكأن رسالته الوحيدة هي تحقيق هذا العمل، خاصة وأنه ظهر كملك السلام. الآن، جاءت تكملة السفر عن خلفاء سليمان كملوكٍ ليهوذا حتى سقطت المملكة تحت السبي البابلي، وتَحَقَّقَ الوعد الإلهي بالرجوع في السنة السبعين من السبي. يكاد يتخصص السفر في مملكة يهوذا متجاهلاً إلى حدٍ كبيرٍ مملكة إسرائيل المنشقة والمقاومة لبيت داود. يلاحظ في تاريخ هذه الحقبة الآتي: 1. مع اهتمام السفر بحذف أخطاء سليمان تمامًا، ليبرز أن ملك السلام الحقيقي الذي يبني بيت الله هو ابن داود ملك السلام الذي بلا خطية، والذي قيل عنه: "أنا أكون له أبًا، وهو يكون لي ابنًا (2 صم 7: 14)، "أنت ابني وأنا اليوم ولدتك" (مز 2: 7). هده الأقوال لا يمكن أن تنطبق على داود أو سليمان، إنما على حكمة الله المتجسد، ابن الله الوحيد، مُخَلِّص العالم، الذي هو من ذرية داود حسب الجسد. لهذا جاء الوعد الإلهي أن يعطيه وبنيه سراجًا كل الأيام (2 أي 21: 7). لقد بقي هذا السراج في البيت الملكي، أحيانًا خافتًا جدًا حتى ظهور الابن الموعود به في وسط الظلمة الحالكة، لكي يُشرِقَ بنوره على الجالسين في الظلمة. لقد بذل عدو الخير كل الجهد لكي يطفئ هذا السراج قبل مجيء ابن داود، لكن نعمة الله كانت تعمل عبر الأجيال، حتى يأتي ذاك الذي يُحَطِّم مملكة إبليس، ويُحَرِّر البشرية من أسره خلال الصليب. 2. خلال هذه الفترة، ظَنَّ عدو الخير أنه قادر أن يطفئ السراج تمامًا خلال الملوك الأشرار مثل يورام وأخزيا وآحاز وغيرهم. لقد جاء وقت كما في أيام أخزيا لم يبقَ من نسل داود سوى طفل صغير نجا من مذبحة الجنس الملكي. لم يكن ممكنًا للشيطان بكل عنفه وقسوته وخداعه أن يقف ضد نعمة الله العاملة لحساب خلاص البشرية. وكما يقول النبي: "من هو إله مثلك، غافر الإثم، وصافح عن الذنب لبقية ميراثه؟ لا يحفظ إلى الأبد غضبه. فإنه يسر بالرأفة. يعود ويرحمنا، يدوس آثامنا، وتُطرَح في أعماق البحر جميع خطاياهم" (مي 7: 18-19). 3. بعد الرجوع من السبي، صار الخط الخاص ببيت داود مستمرًا، لكن لم يعد بينهم ملوك، وتدريجيًا فقد امتيازاته الزمنية وإمكانياته المادية، حتى جاءت الصبية التقية والمخطوبة لنجارٍ فقيرٍ ليولد منها ملك الملوك، المسيا مُخَلِّص العالم ، ملك البرّ. بصليب ابن داود وقيامته وصعوده إلى السماء، ملك على قلوب المؤمنين من اليهود والأمم دون محاباة، وها هو يُعِّد المكان للعروس الملكة التي تجلس عن يمينه إلى الأبد. |
|