![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() الله من جانبه تراءى لسليمان، وملأ بيته بالمجد، وسكب فرحًا وتهليلاً في قلوب الحاضرين. غير أنه من جانب سليمان والقادة والشعب يلتزمون بالطاعة للوصية والشعور بالمسئولية، فيتجاوبون مع مراحم الله ونعمته. هكذا يقدم لنا الرب نعمته لتهبنا عذوبة الوصية، وإمكانية الشركة مع الله، ومن جانبنا يلزمنا الجهاد بالرب، بغير إهمالٍ أو تراخٍ. v إني أرى أن نعمة الروح القدس على أتم استعداد لكي تملأ أولئك الذين يعزمون منذ البداية أن يكونوا ثابتين في محاربتهم ضد العدو (الشيطان)، غير مستسلمين في أي أمر من الأمور، حتى يغلبوه. على أي الأحوال، يقوم الروح القدس الذي دعاهم، بتسهيل كل الأمور لهم حتى يجعل لهم بداية طريق التوبة عذبًا (ممهدًا)، لكنه يعود فيكشف لهم بعد ذلك حقيقة الطريق (شدة مصاعبه وأتعابه). وإذ يعينهم الروح القدس في كل شيءٍ، يضع على عاتقهم أن يقدموا أعمال التوبة اللازمة، كما يكشف لهم ما هي أعمال الجسد والنفس... إلى أن يرجعهم إلى الله خالقهم في توبة صادقة. بهذا الهدف يقويهم الروح القدس للجهاد جسدًا ونفسًا، حتى يصير كلاهما (الجسد والنفس) متشابهين في الطهارة كما في ميراث الحياة الأبدية. فمن جهة الجسد، فإنه يكافح في أصوامٍ مستمرةٍ وجهادٍ وأسهارٍ دائمةٍ، وأما النفس فتجاهد في تداريب روحية مع مثابرة في كل أنواع الخدم (الطاعة)، منفذة ذلك خلال الجسد. لذلك يجب علينا أن نراعي (ألاَّ نصنع شيئًا بإهمالٍ، بل يكون كل شيء بحرصٍ دائمٍ وفي خوف الله)، وذلك في كل عملٍ نقوم به بالجسد، حتى يأتي بالثمر. القديس أنطونيوس الكبير |
![]() |
|