رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مملكة بيت داود رأينا في دراستنا لسفر أخبار الأيام الأول، أن عدو الخير لم يتوقَّفْ عن مقاومة الملك داود، وأيضًا بيته مع شعب يهوذا بعد الانقسام لكي يطفئ هذا السراج، لكن نعمة الله كانت تعمل في حفظ النسل الملكي من بيت داود حتى يأتي ابن داود في ملء الزمان ليملك في قلوب المؤمنين، ويهبهم برَّه. يبدأ هذا السفر بمُلْكِ سليمان باني هيكل الرب، ثم يستكمل تاريخ ملوك يهوذا بعد انشقاق العشرة أسباط في بدء استلام رحبعام بن سليمان العرش، ويُكَمِّل حتى سبي يهوذا إلى بابل، وعودتهم في السنة السبعين من السبي. بدأ السفر بالمملكة في قمة مجدها وعظمتها وغناها. هذه المملكة التي كانت تفوق الممالك الأربع التي تنبأ عنها دانيال النبي بتفسيره التمثال الذي رآه نبوخذنصر. بدأت هذه الممالك الأربع بنبوخذنصر، إذ يقول له دانيال: "فأنت هذا الرأس من ذهب" (دا 2: 38). واستمرت حوالي سبعين عامًا، وتلاها مملكة فارس ومادي لمدة 130 عامًا، ثم مملكة الإغريق المنقسمة إلى أربعة فروع ودامت 300 عام، ثم ثلاثمائة أخرى تحت الحكم الروماني. كان داود النبي والملك بطلاً أعظم من هؤلاء جميعًا، وكان سليمان ملكًا في قمة المجد بين الأمم والشعوب أكثر منهم. استمر بيت داود على العرش لأكثر من أربعة قرون. وبعد خسوف طويل سطعت المملكة ثانية بمجيء المسيَّا ابن داود: "لنمو رياسته وللسلام لا نهاية" (إش 9: 7). في الفترة ما بين الانقسام في عصر رحبعام حتى السبي الأشوري امتزج مُلْك يهوذا بمُلْك إسرائيل. أما غاية هذا فهو تأكيد أن الذين تجاهلوا العبادة لله أو قاوموها وانحرفوا إلى العبادة الوثنية، حصدوا الفشل والانحطاط. وعلى العكس فإن الملوك الصالحين من يهوذا تمتَّعوا بالنجاح والنصرة والازدهار. |
|