إن كل كاتب إنجيل يُقدِّم جانبًا مختلفًا لشخصية الرب يسوع. ومن الملاحظ عامة أن مرقس يُقدمه كالخادم الكامل، والآية المفتاحية في هذا الإنجيل هي: «لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ أَيْضًا لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدِمَ وَلِيَبْذِلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً عَنْ كَثِيرِينَ» (مر١٠: ٤٥). لقد جاء ليخدم، وبحياته أظهر لنا ما معنى أن تكون «خَادِمًا لِلْكُلِّ» (مر٩: ٣٥؛ ١٠: ٤٤).
إلا أن واحدًا من أجمل الأمثلة لخدمة ربنا لا نجدها في إنجيل مرقس، بل في إنجيل يوحنا. وعندما نتذكر أن يوحنا يقدم لنا الرب يسوع كابن الله، يصير المثل أكثر تعبيرًا ففي العدد الافتتاحي ليوحنا ١٣ نجد الرب يسوع يقوم عن العشاء ليفعل ما لم يفعله سواه! فابن الله «خَلَعَ ثِيَابَهُ، وَأَخَذَ مِنْشَفَةً وَاتَّزَرَ بِهَا، ثُمَّ صَبَّ مَاءً فِي مِغْسَل، وَابْتَدَأَ يَغْسِلُ أَرْجُلَ التَّلاَمِيذِ وَيَمْسَحُهَا بِالْمِنْشَفَةِ الَّتِي كَانَ مُتَّزِرًا بِهَا» (يو١٣: ٤، ٥).