
27 - 01 - 2025, 01:27 PM
|
 |
† Admin Woman †
|
|
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 1,314,619
|
|
وأَخبِرْهم بِأَن يُعِدُّوا الأَرضَ والماء،
فإني سأَخرُجُ علَيهِم في غَضَبي،
وسأُغَطِّي كُلًّ وَجْهِ الأَرضِ بِأَقْدامِ جَيْشي،
وأُسلِمُهم إِلَيه لِلنَّهْب [7].
"يعدوا الأرض والماء": إعداد الأرض والماء يشير إلى خضوعهم. فلا يقف الأمر عند رفع الراية البيضاء علامة طلب السلام، ولا إلقاء السيف أرضًا، وإنما علامة التوسل في مذلة أن يدخلوا في عهد معه وهم في غاية الانكسار. فهو تعبير فارسي مشهور، للدلالة على الاستسلام، حيث تقدم البلاد المنهزمة كل ما لديها حتى الأرض والماء لمن اِنتصر عليها. كثيرًا ما ورد هذا التعبير في كتابات المؤرخ هيرودت Herodotus. ولعل هذا ما قصده المرتل بقوله: "ملأ جثثًا أرضًا واسعة، سحق رؤوسها، من النهر يشرب في الطريق، لذلك يرفع الرأس" (مز 110: 6-7).
كان من عادة الفارسيين أن يطلبوا من البلاد التي تخضع لهم جزية على الأرض كما على مصادر المياه.
إنها صورة مرّة لخطة إبليس الذي يطلب من ضد المسيح مع كل قواته أن يسيطروا على البر والبحر، فإذ له سلطان على الأشرار، يسلمهم إلى ملائكته لنهب كل طاقاتهم ومواهبهم وأوقاتهم للعمل لحساب مملكة إبليس.
ما يطلبه الشيطان هو إساءة استخدام العطايا الإلهية الموهوبة لنا. فيحول الحب الطاهرة إلى شهوات وملذات جسدية، ودافع الغضب إلى الكراهية للغير عوض الغضب على الشر والتوبة والرجوع إلى الله ويوجه الآذان الموسيقية لا إلى التسبيح مع السمائيين، إنما لاغانٍ مثيرة للشهوات... إلخ. هذا هو النهب الذي يقوم به الشر لإفساد حياتنا.
|