رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حملات أليفانا رئيس جيش أشور أراد ملك أشور أن ينتقم من الأمم التي لم تخضع له، فأرسل قائد جيشه أليفانا (هولوفرنيس) نحو الغرب بجيش قوامه 120 ألفًا من المشاة و12 ألفًا من الفرسان وعدد لا يحصى من الجمال والغنم، كما زوده الملك بالكثير من الذهب والفضة. زحف هذا الجيش كالجراد واكتسح أمامه الأمم، فوقع رعبه على كل الأرض. خطة ملوكية للانتقام مِنَ الأَرضِ كُلِّها وفي السَّنةِ الثَّامِنةَ عَشْرَةَ واليَومِ الثَّاني والعِشْرينَ مِنَ الشَّهرِ الأَوَّل، دارَ الكَلامُ في بَيتِ نَبوخَذنَصَّر مَلِكِ أَشّورَ على الانتقام مِنَ الأَرضِ كُلِّها، كما كانَ قد قال [1]. بعد سنة من هزيمة أرفكشاد ملك الماديين أصدر ملك أشور الأمر بالانتقام من الذين أهانوا رسله، وكانوا في صف أرفكشاد، وكان من بينهم اليهود. لقد تحدث مع كل قادة جيشه وعظمائه في سرية عن الانتقام من جميع الأرض، حاسبًا نفسه سيد كل الأرض. في شهر نيسان (إبريل) أقام الملك غرفة عمليات عسكرية تهدف للانتقام من كل الأرض المحيطة به، وذلك بعد الأجازة الأسبوعية مباشرة، حيث كانت في الأيام 7، 14، 21، 28 من الشهر بغض النظر عن اسم اليوم. عاش الملك ورجاله وجيشه في ولائم مستمرة 120 يومًا، لا يبالون بشيء لبنيان الجماعة ولا لبنيان نفوسهم. كان الملك في الظاهر في غاية السرور باللهو والكرامات الباطلة، لكن قلبه كان يغلي في داخله، لأن الأمم استخفت به. كان يود أن تكون كل جيوش الأمم جيوش مرتزقة تصد كل هجمات جيش مادي فلا يفقد رجلًا واحدًا! هذا مع اعتزازه بأن الأرض كلها تخضع له. لم يجد راحة في داخله، بل كانت نفسه تطلب الانتقام من الأرض كلها. يرى كثير من الآباء أن الأرض تُشير إلى الإنسان الترابي الجسداني، والسماء تُشير إلى الإنسان الروحي المتمتع بعربون السماء. فليس لملك أشور الذي يرمز لإبليس سلطان على الروحيين الذين ارتفعت قلوبهم مع نفوسهم كما إلى السماء. إنهم كالطيور المنطلقة نحو السماء، لا تقدر الحية القديمة أن تبتلعهم. أما الذين صاروا بشرورهم ترابًا وأرضًا فيُخضعهم ملك أشور، إبليس، ليسلكوا كأبناء له، يحملون سماته الشريرة، ويشاركونه مصيره الأبدي، جهنم الأبدية! |
|