![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() لا نفع للعمل بدون النعمة: 11 فَعُدْتُ وَرَأَيْتُ تَحْتَ الشَّمْسِ: أَنَّ السَّعْيَ لَيْسَ لِلْخَفِيفِ، وَلاَ الْحَرْبَ لِلأَقْوِيَاءِ، وَلاَ الْخُبْزَ لِلْحُكَمَاءِ، وَلاَ الْغِنَى لِلْفُهَمَاءِ، وَلاَ النِّعْمَةَ لِذَوِي الْمَعْرِفَةِ، لأَنَهُ الْوَقْتُ وَالْعَرَضُ يُلاَقِيَانِهِمْ كَافَّةً. إذ يدعونا الجامعة للجهاد اليومي للتهيئة للعرس الأبدي يؤكد أنه لا نفع لجهادنا ما لم يعمل الله فينا. "فعدت ورأيت تحت الشمس أن السعي ليس للخفيف، ولا الحرب للأقوياء، ولا الخبز للحكماء، ولا الغنى للفهماء، ولا النعمة لذوي المعرفة، لأنه الوقت والعرَض يلقيانهم كافة" [11]. هكذا إن نال إنسان نجاحًا في ركوضه يتكل على الله لا على خفة جسده، وفي صراعه ضد الخطية يعتمد على نعمة الله لا على قوته وبره، وفي نجاحه في حياته العملية لا ينال خبزه بحكمته البشرية بل بعناية الله به، وما يتمتع به من غنى لا يستند على فهمه الخاص بل على بركة الرب، وما لديه من نعمة في أعين الناس لا يرجع إلى معرفته وعلمه... فقد هرب جيش بأكمله أمام يوناثان وغلامه (1صم 14: 12-15). كما قيل: "رجل واحد منكم يطرد ألفًا لأن الرب إلهكم هو المحارب عنكم" (يش 23: 10). الله هو سرّ نجاحنا وغلبتنا وشبعنا وغنانا وحكمتنا. * مهما سارعتم في الركض، ومهما أكثرتم من الصراع، فإنكم تحتاجون إلى من يهبكم الإكليل. وإن لم يبنِ الرب البيت فباطلًا يتعب البناؤون، وإن لم يحرس الرب المدينة فباطلًا يسهر حراسها. وهو يقول إنني أعلم أن السباق ليس لرشيق الحركة، ولا المعركة للقوي، ولا النصرة للمقاتلين، ولا مواني الأمان للجنود الباسلين، بل لله النصرة، وله بلوغ بر الأمان. القديس غريغوريوس النزينزي * الإنسان الذي يرتاب أن الله معينة في العمل الصالح يكون كَمَنْ يهرب من ظله، وهو يُكابد في زمن الرفاهية والغنى ويُجرب في وقت الراحة، ويحل به الضيق! أما مَنْ يضع ثقته في الله فهو ثابت القلب، ويُعلن استحقاقه لكل البشر، ويصير مدحه أمام وجه أعدائه.* لا يستطيع إنسان أن ينال معرفة روحية ما لم يتغير ويصير كطفل صغير. مار إسحق السرياني * لا نقدر أن نجري في طريق الله ما لم نُحمل على أجنحة الروح.* ليس أقوى من الذي يتمتع بالعون السماوي، كما أنه ليس أضعف من الذي يُحرم منه. القديس يوحنا الذهبي الفم إذ يدعونا الجامعة إلى الجهاد المتكئ على نعمة الله المجانية، يؤكد لنا ضرورة استعدادنا في أية لحظة، لأننا لا نعرف الأوقات والأزمنة، إذ يقول: "الوقت والعرَض يلقيانهم كافة" أو "الآونة والأحداث تفاجئهم بغتة" [11]. |
![]() |
|