رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تظل أعظم وسائل النمو الروحي، والسلوك بالروح هي التغذي على حياة ربنا الحبيب يسوع، الذي كان بحقّ قربان الدقيق الأبيض الناصع الذي لم تكن فيه ذرة فساد واحدة، ولم يكن فيه أي صراع بين طبيعتين، لأنه القدوس منذ ولادته، وكانت حياته بالكامل من أجل مجد الله ولخير الإنسان. فلم يعش لحظة واحدة لأجل نفسه، بل قال صادقًا: «طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي وَأُتَمِّمَ عَمَلَهُ». وكان شعاره حقًا في خدمته: «ابْنَ الإِنْسَانِ أَيْضاً لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدِمَ، وَلِيَبْذِلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً عَنْ كَثِيرِينَ». ويا لروعة ما أثمرته هذه الحياة الرائعة! فقد مجَّد سيدُنا اللهَ للنهاية، واستطاع أن يرفع عينيه للسماء ويقول للآب: «أَنَا مَجَّدْتُكَ عَلَى الأَرْضِ» (يو17: 4). وأما بالنسبة للإنسان فلم ولن يوجد من خدمه كما فعل ربنا الحبيب. ففي حياته القصيرة - تبارك اسمه - لم يكن له مثيل في حنانه ومحبته لكل إنسان. فكل من تقابل معه وجد فيه الشفاء لأمراضه الجسدية، والعلاج لآلامه النفسية. حتى إنّ التهمة التي اتهمه بها الكتبة والفريسيون هي أنه «يَقْبَلُ خُطَاةً وَيَأْكُلُ مَعَهُمْ». فكان جوابه عليهم بالمثل الرائع عن الخروف الضال، والدرهم المفقود، والابن الضال، وكأنه يقول لهم: ”أنا لا أقبل خطاة وآكل معهم فقط، بل أنا أذهب وراء الضال وأبحث عنه حتى أجده“. فما أروعه من مثال يحتذى به! وما أمجدها خدمة اشتمها الله فعلاً رائحة سرور! |
|